قال تَعالى {إنّ رحمتَ اللهِ قريبٌ من المُحْسنينَ} ولم يقل: قريبةٌ؟!؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:26 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على أشرفِ خلقِ الله ..
وبعد.
حضرتُ صلاة َ المغرب في مسجدِنَا .. فقلت: سأتفكر - ولو لمرّة - بمَ يقرأ ُ الإمام.؟!.
فأول ما بدأت ُ إذْ به يقرأ {إن رحمت الله قريب من المحسنين} فقلت: لِمَ لمْ يقلْ {قريبة}؟!
فوجدت ُ كلاما ً رائعا ً لبعض المفسّرين .. وإليكم:
قوله تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ولم يقل قريبة.
وفيه سبعة أوجه:
أولها أن الرحمة والرحم واحد، وهي بمعنى العفو الغفران، قاله الزجاج واختاره النحاس. وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر، وحق المصدر التذكير، كقوله:" فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ ". وهذا قريب من قول الزجاج، لأن الموعظة بمعنى الوعظ.
وقيل: أراد بالرحمة الإحسان،
ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره، ذكره الجوهري.
وقيل: أراد بالرحمة هنا المطر، قاله الأخفش. قال: ويجوز أن يذكر كما يذكر بعض المؤنث. وأنشد:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
وقال أبو عبيدة: ذكر" قَرِيبٌ" على تذكير المكان، أي مكانا قريبا.
قال علي بن سليمان: وهذا خطأ، ولو كان كما قال لكان" قَرِيبٌ" منصوبا في القرآن، كما تقول: إن زيدا قريبا منك.
وقيل: ذكر على النسب، كأنه قال: إن رحمة الله ذات قرب،
كما تقول: امرأة طالق وحائض.
وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر مؤنث، إن كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة قريبتي، أي ذات قرابتي، ذكره الجوهري.
وذكره غيره عن الفراء: يقال في النسب قريبة فلان، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث، يقال: دارك منا قريب، وفلانة منا قريب. (1) نفسير القرطبي ج:1 ص:227
قال الله تعالى:" وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً «2» ". وقال من احتج له: كذا كلام العرب، كما قال امرؤ القيس:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم ... قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
قال الزجاج: وهذا خطأ، لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما.
(لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) أي في زمان قريب. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى، خرجه أهل الصحيح.
وقيل: أي ليست الساعة تكون قريبا، فحذف هاء التأنيث ذهابا بالساعة إلى اليوم، كقوله:" إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف: 56] ولم يقل قريبة ذهابا بالرحمة إلى العفو، إذ ليس تأنيثها أصليا. وقد مضى هذا مستوفي «2».
وقيل: إنما أخفى وقت الساعة ليكون العبد مستعدا لها في كل وقت .. (2) تفسير القرطبي: ج: 16: ص:17
..
أخوكم: أبو الهمام البرقاوي ..
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[11 - 12 - 09, 07:17 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك الله خيراً
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 08:03 م]ـ
وإليك أحسن .. وإياك ..
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 08:23 م]ـ
فائدة لطيفة وفقك الله عليها. . .
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 08:31 م]ـ
فائدة لطيفة وفقك الله لها. . .
بارك الله فيك ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 11:11 ص]ـ
" لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ" أي منك وأنت لا تدري. وقال:" قَرِيبٌ" ولم يقل قريبة، لان تأنيثها غير حقيقي لأنها كالوقت، قاله الزجاج. والمعنى: لعل البعث أو لعل مجيء الساعة قريب. وقال الكسائي:" قَرِيبٌ" نعت ينعت به المذكر والمؤنث والجمع بمعنى ولفظ واحد، قال الله تعالى:" إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" «2» [الأعراف: 56] قال الشاعر:
وكنا قريبا والديار بعيدة ... فلما وصلنا نصب أعينهم غبنا
قََوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}؛ معناهُ: إنَّ إنْعَامَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحٍْسِنينَ. ويقالُ: إنَّ الْمُحْسِنَ مَن أخلصَ حسناتِهِ من الإساءةِ. وإنَّما قال: (قريبٌ) ولم يقل: قريبةٌ؛ لأنَّ الرحمةَ والعَفْوَ والغفرانَ في معنىً واحدٍ، وما لم يكن فيه تأنيث حقيقيٌّ كنتَ بالخيار، إن شئتَ ذكَّرْتَهُ وإن شئتَ أنَّثْتَهُ.
وقال ابنُ جبيرٍ: (الرَّحْمَةُ هُنَا الثَّوَابُ. وقال الأخفشُ: (هِيَ الْمَطَرُ).
تفسير الطبري ..
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[12 - 12 - 09, 11:33 ص]ـ
سبحان الله ........ ذكرني بقول إمام كان مسيحيا و حاول أن يجد خطأ نحوي في القرآن و عندما سأل عنه أحد أساتذة اللغة العربية و تبين أن ما كان يعتقد أنه خطأ ليس إلا أحد أوجه البلاغة في القرآن تأكد أن القرآن لا يخضع لقواعد النحو لأن النحو نفسه أخذ قواعده من القرآن ..
جزاك الله خير على هذه الفائدة.
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 12:40 م]ـ
بارك الله فيك أبو همام
هكذا يجب أن نكون إذا حصل الواحد منا على فائدة يجب أن يعمم نفعها لجميع الأعضاء وله الأجر في ذلك
¥