تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فتاوى في الخسوف والكسوف لابن جبرين رحمه الله.]

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 07:59 م]ـ

كتبه عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين؛ عضو الإفتاء

فتاوى في الخسوف و الكسوف

المقدمة

الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على محمد و آله و صحبه.

و بعد، فهذه أجوبة على أسئلة رفعها بعض المواطنين عن الكسوف و الخسوف و شيء من أحكامهما.

السؤال:-

هل وردت حكمة لحدوث الكسوف و الخسوف؟ و ما الرد على من قال إن معرفتها بالحساب دليل على أنها ظاهرة طبيعية؟

الجواب:-

نقول: لقد أوضح النبي صلى الله عليه و سلم الحكمة في عدة أحاديث مخرجة في الصحيحين و غيرهما عن جماعة من الصحابة و ذلك (أولاً) أنه خرج فزعاً يجر رداءه يخشى أن تكون الساعة (ثانياً) بين أنه آية من آيات الله (و ثالثاً) أنه ذكر أن الله يخوف بهما عباده، و لا شك أن هذا التغير الحادث في هذه الجرم العظيمة هو من أكبر آيات الله الكونية التي يشاهدها العالم في وقتها، و أنه عبرة و موعظة و ذكرى للمؤمنين، و لا يقلل من شأنه معرفة أسبابه من اجتماع النيرين في آخر الشهر أو حيلولة الأرض بين الشمس و القمر في وسط الشهر فإن هذا من آيات الله الذي قدر سيرهما بانتظام و قدر اجتماعهما في هذا الوقت و أحدث به هذا الحدث الكبير و نحو ذلك، فالواجب أن المسلمين يخافون العذاب أو الضرر أو حدوث حادث كبير و يتذكرون قول الله تعالى: ((و ما نرسل بالآيات إلا تخويفاً)) (الإسراء:59). و قوله تعالى: ((سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم)) (فصلت:53). و إذا رأوا آيات الله في الآفاق عرفوا قدرة من خلقها و سيّرها فعبدوه وحده، و خافوه دون غيره، و استحضروا عظمته و جلاله و كبرياءه فهابوه و أشفقوا من حلول سخطه و نزول عذابه عند معصيته أو التقصير في طاعته، و لم يتقبلوا قول مَن يهون مِن شأن هذه الآيات و المخلوقات و يدعى أنها عادات طبيعية؛ فإن الله -تعالى- هو الذي سخر الشمس و القمر و قدر سيرهما، و قدر اجتماعهما في أول الشهر و تباعدهما في وسط الشهر، و جعل القمر نوراً يكتسب من ضوء الشمس، و قدر هذا الليل و النهار لمصالح العباد و هو العزيز الحكيم.

السؤال:-

هل الكسوف و الخسوف مؤقتان بوقت من الشهر بحيث يستدل بالكسوف على نهاية الشهر و بالخسوف على انتصاف الشهر؟

الجواب:-

نعتقد أن ربنا -تعالى- على كل شيء قدير و يدخل في عموم القدرة حدوث الكسوف أو الخسوف في أي وقت و زمن لكن جرت سنة الله في هذا الكون أن الكسوف يكون في آخر الشهر، و أن سببه حيلولة القمر دون ضوء الشمس، أو بعضه فتظلم الأرض و يضعف ضوء الشمس؛ و لا شك أن ذلك من آيات الله و من الدليل على أنه جعل هذه الشمس مضيئة و قدر على أن يغير ضوء الشمس أو يضعفه؛ فيتذكر العباد قدرة الرب و عظمته و كمال تصرفه فيخافونه أشد الخوف و يهرعون إليه، و هكذا جرت العادة في خسوف القمر أنه يكون في وسط الشهر بسبب حيلولة الأرض بينه و بين الشمس فيظلم القمر و ينطمس نوره حيث إنه يكتسبه من الشمس، و مع ذلك فهو دليل على قدرة الرب و كمال تصرفه سبحانه و تعالى.

السؤال:-

تعددت الروايات في صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة الكسوف مع أن الشمس كسفت مرة واحدة في حياته صلى الله عليه و سلم فكيف ذلك؟

الجواب:-

غالب الروايات على أنه صلاها ركعتين؛ في كل ركعة ركوعان و سجدتان، هكذا في صحيح مسلم (صحيح مسلم:3/ 28) و غيره عن عائشة و أختها أسماء و ابن عباس و عبدالله بن عمرو بن العاص و عبدالرحمن بن سمرة. و روى مسلم (صحيح مسلم:3/ 29) و غيره أنه صلاها ركعتين؛ في كل ركعة ثلاثة ركوعات و سجدتان كما في حديث ابن عباس و عائشة و جابر و روى مسلم (صحيح مسلم:3/ 34). عن ابن عباس أنه صلاها ركعتين، في كل ركعة أربع ركعات و سجدتان، و روى علي مثل ذلك، و روى أبو داود (سنن أبي داود، و معه كتاب معالم السنن للخطابي: 1/ 699) أنه صلاها عشرة ركوعات و أربع سجدات مع أن أسانيدها صحيحة ثابتة معتمدة في كثير من الأبواب و الأحكام. و قد ذهب بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية إلى تخطئة الروايات التي فيها الزيادة على ركوعين حيث انفرد بها مسلم عن البخاري، و علل بأن الكسوف لم يقع إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه و سلم، قال: و معلوم أنه لم يمت موتتين، و لا كان هناك إبراهيمان، لكن نقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير