[الباحث والمراحل الثلاثة: التكدير، والصفاء والتنغيص!!]
ـ[همام النجدي]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:05 م]ـ
[الباحث والمراحل الثلاثة: التكدير، والصفاء والتنغيص!!]
أي بحثٍ حرٍ يقصد منه حل مشكلة عويصة، أو تسجيل إضافة جديدة لا مناص من مروره بمراحل التكوين الثلاثة:
o التكدير.
o الصفاء.
o التنغيص.
فالمرحلة الأولى، هي معايشة المشكلة بمتعلقاتها، والضائقة بمضايقاتها:
حقيقة غائبة.
أجوبة باردة.
نقولات متكدِّسة.
نقولات عزيزة.
تعدد مسارات البحث.
اختلاف زوايا المسألة.
البحث عن باب الدخول.
الاحتياس وراء أي منفذ للخروج ولو من الباب الخلفي، أو الطوارئ.
يعيش الباحث في أزمة حقيقية، وفي حقيقة مرة، يمكنه أن يخرج بصورة ما، ولكن ما أخذه على نفسه، وما حمله على عاتقه، يأبى عليه إلا أن يخرج بالصورة التي يريدها، وبالمنظر الذي يعجبه، ودون ذلك حبال شائكة، وكلاليب معترضة.
فإذا ما رأى بصيصا من نور اهتز لذلك، وإذا ما بدأت تلوح له عصافير الجزائر طرب إلى ما هنالك، وهو ويتحسسها بعيني زرقاء اليمامة [على لغة تبادل الحواس المعاصرة] من مسيرة كذا وكذا، وما شعر قلبه إلا والحق منتصب بين عينيه.
فتبدأ نشوة النصر تكتمل شيئا فشيئا، ويا لها مِنْ فرحة، فلقد انتهى الباحث من معتاصاته، ونفذ بنفسه من مآزقه، فصفت نفسه، وعذبت روحه، فشم رائحة النصر، والتذ بطعم الظفر، وحل العقدة، وأصلح المشكلة، وسجل الإضافة، فتراه في نشوة النصر كأنما حاز الدنيا بحذافيرها، وهذه هي مرحلة الصفاء،، فلقد انتهى من الصعب، وزال العناء، وبقيت الذكريات الجميلة.
لكن:
نفسه الدؤوبة، وروحه البحاثة، وذهنه الوقاد، ومنطقه السليم، وإخلاصه، يأبى عليه إلا الاستمرار في السير، والامتداد في الرقعة من دون أن تنكسر له راية.
ولا بد في ذلك من أن تعرض له بعض المعوقات، وتعاد عليه أشياء من المنكدات، وتتراءى له ما لم يكن يراه.
وهذه هي منغصات البحث بعد تمامه.
فهذه حقائق لا يمكن تجاهلها، والموفَّق كما يقول العز بن عبد السلام: ": مَنْ رأى المشكِلَ مشكلا، والواضحَ واضحا. ومَنْ تكلَّف خلافَ ذلك، لم يخل مِنْ جهل أو كذب." ([1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn1))
ولو شاء الباحث:
لاختار أحد القولين في المسألة ونصّبه الراجح قسراً لقوة ما استدلوا، والأقوال الباقيات ضعيفات متهالكات لضعف ما استدلوا به، والسلام.
لكن لو فتشت عن موقع الباحث في التراكم العلمي للمسألة:
لما وجدت له قدما!
ولا أبصرت له أثرا!
فهو إنما في مكانه سار!
وحوله دار!
وإليه وصل!
ومنه رجع!
فمنه بدأ!
وإليه انتهى!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
([1]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام (2/ 400)
فؤاد بن يحيى الهاشمي
ـ[همام النجدي]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:06 م]ـ
هل كون الخلاف في المسألة (أبدعة هي أم لا)،
يسوغ قبولهاوالعمل بها
كثير من الناس، يجعل من الخلاف في المسائل (المختلف فيها بين أهل العلم، كأن يقول بعضهم بالمنع {بأنها بدعة مثلا}، والبعض الآخر بالجواز) سببا في جوازها و قبولها والعمل بها.
فهو لا يأخد بالأرجح والصواب، وإنما يجعل الخلاف سببا للجواز، لأنه موافق لهواه.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في (الموافقات 4/ 141):
>.
كما يفعل كثير في زماننا هذا ممن أدخل المصالح الشخصية أو الحزبية أو حتى القومية في الدين، فتراه يفعل كل ما بوسعه لتكثير سواد الناس عليه، ولو كان ذلك على حساب الدين.
فيجعل القول المرجوح هو الراجح لا لشيء، إلا لأنه هو الأقرب إلى إرضاء الناس.
ولو علم المسكين أنّ إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأنّ ما كان لله على وارتفع، وأنّ ما كان لغيره وقع (ولو بعد حين).
¥