تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحاديثُ القصَّاصين

ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[29 - 12 - 09, 09:36 م]ـ

أحاديثُ القصَّاصين:

قال الحافظ ابن الجوزي:

والقاص هو الذي يتبع القصة الماضية، بالحكاية عنها والشرح لها، وذلك القصص ...

وإنما كره بعض السلف القصص، لأحد ستة أشياء:

الأول: أن القوم كانوا على الإقتداء والإتباع؛ فكانوا إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله، أنكروه.

والثاني: أن القصص لأخبار المتقدمين تندر صحته،

خصوصًا ما يُنقل عن بني إسرائيل، وفي شرعنا غنية.

خصوصًا إذ قد علم ما في الإسرائيليات من المحال،

كما يذكرون أن داود عليه السلام بعث أوريا حتى قتل، وتزوج امرأته،

وأن يوسف حل سراويله عند زليخا.

ومثل هذا محال، تتنزه الأنبياء عنه.

فإذا سمعه الجاهل هانت عنده المعاصي، وقال: ليست معصيتي بعجب!

والثالث: أن التشاغل بذلك، يشغل عن المهم من قراءة القرآن، ورواية الحديث، والتفقه في الدين.

والرابع: أن في القرآن من القصص، وفي السنة من العظة، ما يكفي عن غيره مما لا تتيقن صحته.

والخامس: أن أقوامًا ممن يدخل في الدين ما ليس منه، قصوا. فأدخلوا في قصصهم، ما يفسد قلوب العوام.

والسادس: أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب، ولا يحترزون من الخطأ، لقلة علمهم وتقواهم.

فلهذا كره القصص من كرهه. اهـ.

القصاص والمذكرين 1/ 160 - 161.

وقد أخرج المروزي عن سالم، أن ابن عمر كان يُُلفي خارجًا من المسجد، فيقول:

ما أخرجني إلا صوت قاصِّكم هذا. اهـ.

تحذير الخواص، من أكاذيب القصاص 1/ 195.

وجاء رجل قاصُّ، وجلس في مجلس ابن عمر، فقال له: قم من مجلسنا! فأبى أن يقوم، فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرط: أقم القاصَّ! فبعث إليه فأقامه. اهـ.

مصنف ابن أبي شيبه – 26195.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: أكذب الناس القصَّاص والسؤَّال. اهـ.

الآداب الشرعية والمنح المرعية 2/ 83.

وقِيل له: لو رأيت قاصًّا صدوقًا، أكنت مجالسهم؟ قال: لا. اهـ.

تحذير الخواص، من أكاذيب القصَّاص 1/ 215.

وقال أبو الوليد الطيالسي:

كنت مع شعبة، فدنا منه شابٌ، فسأل عن حديث، فقال له:

أقاصٌّ أنت؟

قال: وكان شعبة سيء الفراسة، فلا أدري كيف أصاب يومئذٍ.

فقال الشاب: نعم.

قال: اذهب! فإنَّا لا نحدث القصَّاص!

فقلت له: لم يا أبا بسطام؟

قال: يأخذون الحديث منا شبرًا، فيجعلونه ذراعًا. اهـ.

الجامع لأخلاق الراوي 2/ 164 رقم1500.

ومن طوام القصَّاصين:

قال الخطيب البغدادي:

قال علان الورَّاق:

رأيت العتَّابي القصَّاص، يأكل خبزًا على الطريق، بباب الشام، فقلت له:

ويحك! أما تستحي؟

فقال لي: أرأيت لو كنا في دار فيها بقر، أكنت تحتشم أن تأكل وهي تراك؟

فقلت: لا.

قال: فاصبر! حتى أعلمك أنهم بقر!

ثم قام، فوعظ وقصَّ ودعا، حتى كثر الزحام عليه، ثم قال لهم:

رُوِيَ لنا من غيرِ وَجهٍ: «أن من بَلغَ لسانُهُ، أَرْنَبَةَ أنفِهِ، لَمْ يَدخلِ النَّارَ».

قال: فما بقيَ منهم أحدٌ، إلا أخرجَ لسانَه، يُومِيءُ به نحو أرنبته، ويَََقْدُرُهُ هل يبلغُها؟

فلما تفرقوا، قال لي العتابي:

ألم أخبرك أنهم بقر؟! اهـ.

الجامع لأخلاق الراوي 2/ 167 - 168.

وقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي:

قيل لسيفويه القاصِّ: قد أدركت الناس، فلم لا تحدث؟

فقال: اكتبوا:

حدثنا شريك عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله، مثله سواء!

قالوا له: مثل أيش؟

قال: كذا سمعنا، وكذا نحدث. اهـ.

القصاص والمذكرين 1/ 322.

وقال أيضًا:

سُئل سيفويه: إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف تُعمل؟ فقال:

يُبْعَثُ لهم أنهار دبس، ودقيق، وأرز، ويُقال:

اعملوا، وكلوا، واعذرونا! اهـ.

القصاص والمذكرين 1/ 323.

وقال أيضًا:

كان عبد الأعلى بن عمر قاصًا.

فقص يومًا، فلما كاد مجلسه ينقضي، قال:

إن أناسًا يزعمون أني لا أقرأ من القرآن شيئًا. وإني لأقرأ منه الكثير بحمد الله! ثم قال:

بسم الله الرحمن الرحيم. قل هو الله أحد. ثم أُرتج عليه، فقال:

من أحب أن يشهد خاتمة هذه السورة، فليحضرنا في مجلس فلان. اهـ.

القصاص والمذكرين 1/ 324.

وقال أيضًا:

قال أبو كعب القاص في قصصه يومًا:

كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا.

فقالوا له:

فإن يوسف لم يأكله الذئب!

قال: فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف! اهـ.

القصاص والمذكرين 1/ 324.

وقال ابن عبد ربه الأندلسي:

قال ثمامة بن أشرس:

رأيت قاصًا يحدث الناس بقتل حمزة، فقال:

ولما بقرت هند عن كبد حمزة، استخرجتها فعضتها ولاكتها، ولم تزدردها.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو ازدردتها، ما مستها النار.

ثم رفع القاص يديه إلى السماء وقال:

اللهم أطعمنا من كبد حمزة! اهـ.

العقد الفريد 2/ 450.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير