[[سؤالٌ - فريدٌ - لأهلِ المُلتَقى المُبارَك]]
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... وبه أستعين
هذا المسألة قد كنتُ جاهلاً بها , فعندما علمتها أحببت أن يعلمها غير العالم بها , ويتذكر بها العالم -بها- , وهي موجودة في كتب أهل العلم , ولكن استفدتها من فم الشيخ الفاضل " خالد السبت " ناقلاً عن أحد المحدثين.
إشكال: ثبت في صحيح البخاري ومسلم الحديث الآتي: عَنِ المَُسيَّب، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ أَيْ عَمِّ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالاَ يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} وَنَزَلَتْ {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
فهذه القصَّة باتفاق أهل التاريخ أنها " قبل الهجرة " لأن وفاة أبي طالب كانت في السنة العاشرة من البعثة.
ولكن!! ثبت في صحيح مسلم الحديث الآتي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّى أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّى فَلَمْ يَأْذَنْ لِى وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِى».
وأما الزيادة في هذا الحديث " وما كان للنبي ..... " فهذه ضعيفة غير صحيحة انظر (السلسلة الضعيفة) (11/ 224).
وثبت في صحيح البخاري ومسلم الحديث الآتي: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا - أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ - فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ فَغُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةٌ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إِلَى {وَهُمْ فَاسِقُونَ} قَالَ فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
وثبت بإسناد حسن في "سنن النسائي" عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت أتستغفر لهما وهما مشركان فقال أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فنزلت {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه}.
والسؤال المطلوب: هذه الأحداث اتفاقاً بين العلماء أنَّها كانت بعد الهجرة! فكيف يستغفر النبي -عليه السلام- لأمه؟ وكيف يستغفر بعض الصحابة لآبائهم؟ ولماذا أراد النبي -عليه السلام- الاستغفار لكافر منافق وهو ابن أبي سلول؟ والله يقول "إنهم كفروا بالله ورسوله" ومع هذا فإنه كان سيزيد على السبعين في استغفاره له؟ (وكلهم يعلمون حرمته بقوله تعالى "وما كان للنبي .... " لأنّ هذه الآية نزلت قبل الهجرة!! وأفعالهم كانت بعد الهجرة!!)
فمن لها يا أهل الملتقى؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... وبه أستعين
¥