تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثمرة الجنيّة في اختصار (الافتقار إلى الله لبّ العبودية)

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[23 - 12 - 09, 11:28 ص]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيّ بعده، أما بعد:

فقد قرأتُ كتاباً جميلاً، واستفدتُ منه كثيراً؛ فأحبَبْتُ أنْ ألخّصه في مسائل، ليستفيد منه إخواني وأخواتي، واللهَ أسأل القبولَ والتوفيق.

وطريقة اختصاري:

1 - أحافظ على كلام المؤلّف بدون تصرّف مني.

2 - أذكر الفائدة على شكل مسألة؛ أطرحها ثم أجاوب عليها بكلام المؤلّف.

عنوان الكتاب: (الافتقار إلى الله لبُّ العبودية)، تأليف الشيخ: أحمد بن عبد الرحمن الصُويان.

المقدمة:

*المسألة الأولى: هل الخطاب الوعظي والعاطفي مهمٌّ؟

"اعتاد بعض المثقّفين المعاصرين ذمّ الخطاب العاطفي مطلقاً والتهوين من شأنه ... فحديثهم -فيما يزعم- يصلح للعامّة والدهماء والبسطاء ...

لقد وصف الله كتابَه العزيز بأنّه موعظة؛ فقال سبحانه: {قد جاءتكم موعظة}، ووعظ الله عبادَه في كتابه العزيز في مواعظ كثيرةٍ؛ فقال سبحانه: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} ...

إن المواعظ إحياء للقلب، وكبح لجموح النفس وإسرافها، وبُعْدها عن ربّها، وغفلتها عن ذكرهِ ...

تأمّل تربيةَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأصحابه رضي الله عنهم؛ وسوف ترى أنّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمواعظه استطاع أن يُطهّرَهم من حظوظ النّفس وأهوائها ...

(ذكر قصة النصار مع أموال هوازن في صحيح البخاري)

إنّ ذلك كلّه يؤكّد أنَّ الوعظَ ليس خاصّاً بالعامّة فحسب، بل إنّ العلماء والمفكّرين وطلبة العلم أحوج ما يكونون إلى الموعظة؛ فهي تهذيب للنّفس، وترويض لكبريائها وشططها، تدفع المرء للتجرّد في البحي عن الحقّ، والصّدق في التماس الدّليل الصحيح، وفي الترجيح بين الأقوال ...

كما أنّ الموعظة استثارةٌ للغيرة في قلب الدّاعية، تدفعه إلى علوّ الهمّة ...

وفيها تثبيت لأهل العلم والدّعوة أمام مكايد الأعداء، وأحابيل المفسدين ... "

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[24 - 12 - 09, 11:42 ص]ـ

مسألة: ما حقيقة الفقر؟

عرّف الإمام ابن القيّم رحمه الله بقوله: ((حقيقة الفقر: أن لا تكون لنفسك، ولا يكون لها منك شيء؛ بحيث تكون كلك لله، وإذا كنت لنفسك فثمَّ ملك واستغناء منافٍ للفقر)). ثم قال: ((الفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى الله في كل حال، وأن يشهد العبدُ في كل ذرّة من ذرّاته الظاهرة والباطنة فاقة تامّة إلى الله تعالى من كلّ وجهٍ))

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 09:01 م]ـ

جزاك الله خير ورفع الله قدرك في الدارين

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[24 - 12 - 09, 09:21 م]ـ

وإياك أخي الكريم ... سُرِرْتُ بمرورك ...

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 11:43 ص]ـ

مسألة: إلى ماذا يحدو الافتقار؟

الجواب: الافتقار يحدو العبدَ إلى ملازمة التقوى، ومداومة الطاعة.

مسألة: وكيف يتحقّق ذلك؟

الجواب: يتحقّقُ بأمرين متلازمين؛ هما:

الأول: إدراك عظمة الخالق وجبروته: ومَن تدبّرالآيات البيّنات، والأحاديث الشريفات التي جاء فيها ذكر صفاته العلى وأسمائه الحسنى؛ انخلع قلبُه إجلالاً لربّه، وتعظيماً لمقامه، وهيبةً لسطوته وجبروته سبحانه وتعالى.

الثاني: إدراك ضَعف المخلوق وعجزه: فإذا عرف الإنسان نفسَه، وأنه ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً؛ تصاغرتْ نفسُه، وذهب كبرياؤه، وذلّت جوارحُه. قال تعالى: (فلْيَنْظُرِ الإنسانُ ممَّ خُلِقَ* خُلِقَ من ماءٍ دافقٍ* يخرجُ من بين الصُّلْبِ والترائب* إنه على رجعه لقادرٌ* يوم تُبْلى السرائرُ* فما له من قوةٍ ولا ناصرٍ).

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[05 - 01 - 10, 07:29 ص]ـ

مسألة: ما علامات الافتقار إلى الله؟

العلامة الأولى: غاية الذلّ لله تعالى مع غاية الحبّ.

قال شيخ الإسلام: ((كلّما ازداد القلبُ حبّاً لله ازداد له عبوديّةً، وكلّما ازداد له عبوديّةً ازداد له حبّاً وحريّة عمّا سواه ... فالقلبُ لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يُسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربّه، وحبّ الإنابة إليه، ولو حصل له كلّ ما يلتذّ به من المخلوقات لم يطمئنّ ولم يسكن؛ إذْ فيه فقر ذاتي إلى ربّه، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه)).انتهى.

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:58 ص]ـ

العلامة الثانية: التعلّق بالله تعالى وبمحبوباته:

فشعور العبد بفقره وحاجته إلى ربّه عزّ وجلّ يدفعه إلى الاستكانة له والإنابة إليه، ويتعلّق قلبه بذكره وحمده والثناء عليه، والتزام مرضاته، والامتثال لمحبوباته.

ولهذا ترى العبدَ الّذي تعلّق قلبه بربّه وانشتغلَ في بيعه وشرائه، أو مع أهله وولده، أو في شأنه الدنيوي كلّه =مقيماً على طاعته، مقدّماً محبوباته على محبوبات نفسه وأهوائها، لا تلهيه زخارف الدنيا عن مرضاة ربّه ... وجاء في الحديث: (ورجلٌ قلبُهُ معلّقٌ في المساجد)) ... وثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)) ... وقال ابن القيّم رحمه الله: ((أعظم الناّس خذلاناً مَن تعلّق بغير الله، فإنّ ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه؛ أعظم مما حصل له ممن تعلّق به، وهو معرّضٌ للزوال والفوات. ومثل المتعلّق بغير الله كمثل المستظلّ من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير