عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ: (مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ).
رواه البخاري (1794) ومسلم (1125) – واللفظ له -.
عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ).
رواه مسلم (1126).
وذكرنا حديث ابن عمر ها هنا للرد على الرافضة، ومن تبعهم على جهلهم، من ادعائهم تفرد عائشة رضي الله عنها بذكر صيام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء في مكة.
قال ابن عبد البر – رحمه الله -:
وقد روى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك مثل رواية عائشة، رواه عبيد الله بن عمر، وأيوب، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال في صوم عاشوراء " صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصومه ".
" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " (7/ 207).
قال النووي – رحمه الله -:
والحاصل من مجموع الأحاديث: أن يوم عاشوراء كانت الجاهلية من كفار قريش، وغيرهم، واليهود، يصومونه، وجاء الإسلام بصيامه متأكداً، ثم بقيَ صومه أخف من ذلك التأكد.
" شرح مسلم " (8/ 9، 10).
وقال أبو العباس القرطبي – رحمه الله -:
وقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية): يدل على أن صوم هذا اليوم كان عندهم معلوم المشروعية، والقدر، ولعلهم كانوا يستندون في صومه: إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل، صلوات الله وسلامه عليهما؛ فإنهم كانوا ينتسبون إليهما، ويستندون في كثير من أحكام الحج، وغيره، إليهما.
" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " (3/ 190، 191).
وينظر في بيان أسباب صوم قريش ذلك اليوم: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (11/ 339، 340)
7. وأخيراً؛ فإن ما ذكرناه من صحيح السنة في فضل عاشوراء، وأن صيامه يكفر سنة، وأنه يوم ثابت في العاشر من محرم: كل ذلك لم ينفرد به أهل السنة، بل قد جاء أيضاً في كتب الرافضة المعتمدة! فكيف يلتقي هذا مع ادعائهم أن ما عندنا هو إسرائيليات، وأخذ عن اليهود، وافتراء أموي!!؟.
1. يروى عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أن عليّاً عليهما السلام! قال: " صوموا العاشوراء – هكذا - التاسع، والعاشر؛ فإنه يكفر ذنوب سنة ".
رواه الطوسي في " تهذيب الأحكام " (4/ 299)، و " الاستبصار " (2/ 134)، والفيض الكاشاني في " الوافي " (7/ 13)، والحر العاملي في " وسائل الشيعة " (7/ 337)، والبروجردي في " جامع أحاديث الشيعة " (9/ 474، 475).
2. وروي عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: " صام رسول الله صلى عليه وآله يوم عاشوراء ".
" تهذيب الأحكام " (4/ 29)، و " الاستبصار " (2/ 134)، و " الوافي " (7/ 13)، و " وسائل الشيعة " (7/ 337)، وهو في " جامع أحاديث الشيعة " (9/ 475).
3. وروي عن جعفر عن أبيه عليه السلام أنه قال: " صيام يوم عاشوراء كفارة سنة ".
"تهذيب الأحكام " (4/ 300)، و " الاستبصار " (2/ 134)، و " جامع أحاديث الشيعة " (9/ 475)، وهو في " الحدائق الناضرة " (13/ 371)، و " الوافي " للكاشاني (7/ 13)، والحر العاملي في " وسائل الشيعة " (7/ 337).
4. وعن علي رضي الله عنه قال: " صوموا يوم عاشوراء التاسع والعاشر احتياطاً؛ فإنه كفارة السنة التي قبله، وإن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه ".
أخرج هذه الرواية: المحدث الشيعي حسين النوري الطبرسي في " مستدرك الوسائل " (1/ 594)، والبروجردي في " جامع أحاديث الشيعة " (9/ 475).
5. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " إذا رأيت هلال المحرم: فاعدد، فإذا أصبحت من تاسعه: فأصبِح صائماً قلت - أي: الراوي: كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم ".
أخرج هذه الرواية: الشيعي رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتابه " إقبال الأعمال " (ص 554)، والحر العاملي في " وسائل الشيعة " (7/ 347)، والنوري الطبرسي في " مستدرك الوسائل " (1/ 594)، و " جامع أحاديث الشيعة " (9/ 475).
استفدنا هذه الروايات بتخريجاتها من كتاب " من قتل الحسين رضي الله عنه؟ " تأليف: عبد الله بن عبد العزيز.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
المصدر ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/128633/)
¥