تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جامِعُ المَسَائل في قولهم: التَّخليَةٌ قَبلَ التَّحلِيَةِ (دَعْوةٌ للمُشَارَكَةِ).

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 10:16 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جامِعُ المَسَائل في قولهم: التَّخليَةٌ قَبلَ التَّحلِيَةِ (دَعْوةٌ للمُشَارَكَةِ)

الحمد لله ربّ العالمينَ والصلاةُ والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين:

فإني قد تأملت في قول العلماء كثيراً من المفسرين وشراح الحديث قولهم:

" قدم هذا على هذا ...... لأنه لا تحلية قبل تخلية " وقولهم " يجب هذا على هذا .... لأنّه لا تحلية قبل تخلية" وقولهم "ذكر كذا بعد كذا ... لأنّه لا تخلية قبل تحلية" وغيرها كثيرٌ, كما لا يخفى عليكَ أخي القارئ.

لذا .. هممتُ أن نتشاركَ أنا وأخواني في هذا الملتقى المبارك –بإذن الله- في جمعِ آياتِ الرب القوي العزيز وأحاديث الرسول المبشر النذير وما يتعلّق به من من التزكيةِ والأخلاق الطيبة من جامعِ كلام الأئمة ... ولو أردنا استقصاءَها لاستطعنا جمعَ أكثر من (400) مثال فقط في القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية.

وعلى هذا تعلَم أنَّ أكثر ما يذكر هذه القاعدةَ المفيدة (أهل التفسير) أي مفسري القرآن الكريم و (أهل الحديث) أي شرَّاح الحديثِ الشريفِ.

ولتعْلم أخي أن أكثر الأمثلة تدخل تحتَ بابٍ واحدٍ, خصوصاً: ما يتعلق بالنفي والإثبات والتربية والإصلاح, فرأيتُ أن أفردها ببحثٍ خاصٍّ شاملاً لكل هذا ... وذلكَ بعدَ مساعدةِ إخواني والاستفادةِ منهم بمشاركاتهم المزيدة لهذا العمل الطيب.

ومن هنا فأضع إشاراتٍ لمن يودّ الإفادةَ والاستفادةَ:

(1) يفضَّلُ ذكر الآيةِ أو الحديثِ أو (مسألتكَ) قبل ذكر قاعدة " التخلية قبل التحلية " لتصلَ القلب وتحجر في الفؤاد.

(2) يفضَّلُ ذكر قول كلام أهل العلم قاطبة أي الإحالةَ إليهم. (والكتبُ متوفَّرةٌ في برامج كثيرة جداً).

(3) لا تُلزمُ بالترتيبِ والتنسيقِ والتسهيل -إذا وضح المقصود- فهذا كله راجع إليَّ وعليّ عملُه.

نسألُ اللهَ الإعانةَ والتيسيرَ والتوفيقَ في المَسِير.

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 10:21 ص]ـ

(التطبيق الأول)

* قال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فهذا نفيٌ وإثباتُ. وفي الآيةِ ردٌ على المشبهة والمعطلة. فيجب أن يخلو القلب من كل براثنِ التمثيل، ومن كل ما كان يعتقده المشركون الجاهلون من تشبيه الله بخلقه، أو تشبيه خلق الله به، فإذا خلا القلب من كل ذلك، وبرئ من التشبيه والتمثيل، أثبت ما يستحقه الله -جل وعلا- من الصفات، فأثبت هنا صفتين، وهما السمع والبصر.

* قال تعالى {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى} فقدم الله الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، لأنَّ الكفر بالطاغوت هو تخلية القلب وتصفيته وتخليصه: من كل شر، ويعقب ذلك التحلية بالإيمان بالله عز وجل، فلا يستقيم الإيمان بالله عز وجل إلا إذا صفا القلب وخلص من كل شائبة شرك وكفر، فإذا خُلّص ونُقّي فعند ذلك تفرغت طاقته وتوافرت همته على الإيمان بالله، وذلك أن القلب إذا شغل بغير الله عز وجل انشغل عنه ولعل هذا ما يفهم من قول " لا إله إلا الله" فقد نفى الله -سبحانه- الألوهيةَ عن كل أحد ثم أثبتها لله وحده. فكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فيها تَخْلية وتَحْلية:

التخلية: هو أن تنفي العبادة عن غير الله، فإذا نفيت وأنكرت عبادة كل معبود سوى الله، بعد ذلك تأتي التحلية فتثبت العبادة لله عز وجل، (لا إله) هذه التخلية، نفيت العبادة عن غير الله، (إلا الله) تحلية، أثبتّ العبادة لله، (لا إله) هذا هو الكفر بالطاغوت، (إلا الله) هذا هو الإيمان بالله.

* في (صحيح مسلم) ..... فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّى الَّذِى قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِىَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الإِبِلُ .. الى آخر الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير