تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شبهات المستشرقين حول دوافع الجهاد عند المسلمين و الرد عليها]

ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[05 - 04 - 10, 01:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[شبهات المستشرقين حول دوافع الجهاد عند المسلمين و الرد عليها]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الذي أعزّ أمّتهُ بالجهادِ و أكرمها بالاستشهاد ..

الحمدُ لله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء

نشهدُ أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبد الله و رسوله للعالمين، أما بعد ...

أولا: مفهوم الاستشراق:

يطلق عادة على اتجاه فكري يعنى بدراسة الحياة الحضارية للأمم الشرقية بصفة عامة و دراسة حضارة الإسلام و العرب بصفة خاصة. (1)

ثانيا: أهدافه:

أن حركة الاستشراق خضعت لظروف و ملابسات عدة، فكانت نتيجة ذلك أن تنوعت دوافع الكتابة عن الإسلام فكانت أهدافهم إما:

دينية تبشيرية، علمية مجردة، مصلحية شخصية أو لخدمة استعمارية.

فمنهم المتجرد و المنصف بل من أعلن إسلامه مثل: ليورس، البرت كادلر، جرمانس، و بوكهارت و غيرهم. و كان منهم أيضا المتعصب الذي يطعن في الإسلام و يتقصد تشويهه. (2)

ثالثا: مصادر التشريع عند المستشرقين:

يقسم المستشرقون مصادر التشريع الإسلامي إلى ثلاثة أقسام:

1 - المصادر الرئيسة: و هي الأصلية من القرآن و السنة و القياس و الإجماع.

2 - المصادر التابعة أو المكملة: كالاستحسان و الاستصلاح أو المصلحة المرسلة.

3 - المصادر المادية: و هي العرف و عمل الخلفاء و عمل الفقهاء و القضاة و الأعمال الإدارية التي تقدرها إدارة الدولة الإسلامية.

و ينبغي التنبه هنا إلى أنهم ينطلقون في تناولهم لهذه المصادر كوحدة واحدة، باعتبار أن مصادر القسم الأول ليست مصادر متكاملة، لذا جاءت مصادر القسم الثاني مكملة. و لن ينقضي بك العجب حين ترى أنهم حينما يتناولون أي مصدر من تلك المصادر، يوهنونه ثم يجمعون سلبياته و يضمونها إلى سلبيات مصدر آخر، ثم ينتهون بك إلى أن هذا التشريع لا يمكن أن يكون إلهيا، بل هو من عند محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه، و هو بالتالي لا يصلح لمسايرة التقدم و الحضارة. (3)

توطئة:

اهتم المستشرقون بأمر الجهاد الإسلامي و ناقشوه كثيرا و أثاروا حوله الافتراضات و الشبه و حاولوا أن يشوهوا روح الجهاد. و قبل البدء في عرض الشبه نشير إلى اختلاف في معنى الألفاظ، إذ يستخدم المستشرقون لفظ القتال أو الجهاد و غالبا ما يعنون به ذاك السفك الدموي، بل نرى نص القانون الدولي في تعريف الحرب، الذي لم يراعوا في تعريفهم سوى الاستيلاء و السيطرة و سفك الدماء بغير حق.

و في الحقيقة فإن كلمة الجهاد كلمة واسعة عظيمة المعنى، صغيرة المبنى، و هي في الشريعة الإسلامية تطلق على معان ثلاث:

1 - مجاهدة النفس و دفع الشيطان و وساوسه.

2 - اقناع المشركين عن طريق الحجة، و الصبر على أذاهم.

3 - مجاهدة العدو و قتاله، و هو المقصود بالبحث. (4)

و فيه ضوابط و شروط ليس هنا محل بسطها، و إنما أبين معنى الجهاد و كيف أخطأ المستشرقون و غيرهم سوء فهمه.

و حين لم تظفر القوى المعادية للإسلام برفع ركن الجهاد في سبيل الله من عقول المسلمين و قلوبهم، اتخذوا لهدم هذا الركن سلاح مهاجمة الإسلام عن طريق المستشرقين، و ذلك أن الإسلام لم ينتشر بالإقناع و الحوار و التبشير و إنما بالقتل و الإكراه عليه. و استغلالا لردود الأفعال الناتجة عن توجيه هذا الاتهام، استطاع المستشرقون أن يستدرجوا بعض المسلمين و يستخدموا بعض عملائهم من أبناء المسلمين للدفاع عن فكرة الجهاد بمفاهيم مبتدعة تحصر الجهاد ببعض مجالاته كادعائهم أن الحروب الإسلامية لم تكن إلا حروبا دفاعية فقط. (5)

لقد أغفل كثيرون هذه الحقيقة، و هي كون الجهاد أحد ركائز دولة الإسلام، فالإسلام جاء بنظام عالمي ليحكم العالم بأسره و يعلي كلمة لا إله إلا الله في أنحاء المعمورة ..

قال العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه القيم الرائع ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: (6)

" إن الزعامة الإسلامية تقتضي صفات دقيقة، واسعة جدا، نستطيع أن نجمعها في كلمتين:

الجهاد و الاجتهاد، فهما كلمتان بسيطتان و لكنهما عامرتان بالمعاني الكثيرة "

الشبهة الأولى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير