التعقباتُ العلميةُ مع شيءٍ من القسوةِ في الردِ - ضع ما لديك
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[24 - 07 - 03, 05:25 م]ـ
الحمد لله وبعد؛
لا يشكُ طالبُ العلمِ أن الردودَ العلميةَ المؤدبةَ من الأمورِ التي تثري حصيلته العلمية، ويخالطُ هذه الردود أحياناً شيءٌ من الشدةِ والقسوةِ في الردِ، فتجدُ العالم الفلاني يردُ على عالمٍ مثلهِ في مسألةٍ علميةٍ مع بعض العباراتِ القاسيةِ والشديدةِ في ثنايا رده، ولو تتبعنا ما سطرته أيدي علماء الأمة في هذا الباب لوجدنا أنه تُخرجُ في مجلدٍ لطيفٍ.
وطالبُ العلمِ في جولتهِ مع الكتبِ يجدُ الكثيرَ من ذلك، ومن باب جمع المادةِ في هذا الملتقى المبارك، أرغبُ ممن عنده مثل هذه الردود أن يضعها هنا، وليشارك الجميع في إثراء الموضوع.
وسأفتتحُ هذا الموضوع بما وجدته.
1 - الإمام الذهبي يشدد النكير على الحاكم:
ذكر الحاكمُ في " المستدرك " (3/ 160) حديثاً:
حدثنا أبو بكر محمد بن حيويه بن المؤمل الهمداني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أنا عبد الرزاق بن همام، حدثني أبي، عن ميناء بن أبي ميناء، مولى عبد الرحمن بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: " أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة ".
علق الحاكم: هذا متن شاذ. وإن كان كذلك، فإن إسحاق الدبري صدوق، وعبد الرزاق وأبوه وجده ثقات، وميناء مولى عبد الرحمن بن عوف، قد أدرك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وسمع منه، والله أعلم.ا. هـ.
المستدرك الذي في يدي ليس فيه عبد الرزاق عن أبيه عن جده، وربما يكون سقط من المطبوع.
ولننظر إلى تعقب الذهبي والحافظ ابن حجر على الحاكم.
تعقب الذهبي الحاكمَ فقال: ما قال هذا بشر سوى الحاكم ... أفما استحييت أيها المؤلفُ أن توردَ هذه الأخلوقات من أقوال الطريقة فيما يستدرك على الشيخين؟!.ا. هـ.
وتعقب الحافظ ابن حجر الحاكم في " الإصابة " (10/ 114 - 115) عند ترجمة " مينا بن أبي مينا الجزار مولى عبدالرحمن بن عوف " فقال: قلت: في كلامه مناقشات:
الأولى: قوله حدثني أبي عن أبيه، فيه زيادة راو، وإنما روى عبدالرزاق عن أبيه عن مينا، ليس بين والد عبدالرزاق وبين مينا واسطة.
الثانية: جد عبدالرزاق مما يستغرب فإنه لا ذكر له، ولا رواية.
الثالثة: قوله إن مينا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه مردود؛ لأن مينا أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان، وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، فيكون مولد مينا في آخر العصر النبوي.
الرابعة: إنما رواه مينا عن مولاه عبدالرحمن بن عوف، كذا أخرجه بن عدي في الكامل من رواية الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عبدالغني عن عبدالرزاق، فالحديث لعبدالرحمن لا لمينا.
الخامسة: قوله: " وهذا المتن شاذ "، إن أراد أنه تفرد به من غير أن يوجد شيء يوافقه لم يصلح له الحكم بأنه صحيح، وليس بشاذ، وإن أراد أنه شاذ مع ثقة رجاله فيحتمل.ا. هـ.
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 07 - 03, 10:22 م]ـ
فضيلة الشيخ عبدالله ماهو الهدف وماهي هي الثمرة؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 07 - 03, 06:45 م]ـ
قال ابن رجب رحمه الله تعالى في الفتح (4/ 365) ط عوض الله
وأعجب من ذلك ما خرجه الحاكم من طريق سيف بن عمرو أبي جابر ثنا محمد بن أبي السري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك عن حميد عن أنس قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي فكلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم.
وتخريج هذا في المستدرك من المصائب، ومن يخفى عليه أن هذا كذب على مالك، وأنه لم يحدِّث به على هذا الوجه قط، إنما روى عن حميد عن أنس أن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا لا يقرأون: ((بسم الله الرحمن الرحيم))
وقال الذهبي في التلخيص ((أما استحى المؤلف أن يورد هذا الحديث الموضوع، فأنا أشهد بالله ولله بأنه كذب)).