تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحاديث الدَجَال .. مسائل وفوائد

ـ[الغرباء الأولون]ــــــــ[22 - 07 - 03, 10:34 ص]ـ

أحاديث الدَجَال

مسائل وفوائد

محمد بن عدنان السمَّان

ظهور الدجال أحد أشراط الساعة الكبرى، وأعظم الفتن منذ خلق الله آدم ـ عليه السلام ـ إلى قيام الساعة.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه في أكثر من ثلاثين موضعاً؛ مبيناً خطره تارة، ومحذراً منه حيناً، وذاكراً طرق السلامة منه تارة أخرى. ولما تعددت وتنوعت الأساليب في مواجهة هذه الفتنة العظيمة وصلنا إلى مسائل وفوائد مستفادة من فعل وقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم.

وقبل الشروع في ذكرها لعلنا نقدم بما يلي:

الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن الكريم:

ولعل أحسن ما قيل في ذلك ما ساقه الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في فتح الباري (1) حيث قال: "وأجيب بأجوبة:

أحدها: أنه ذُكر في قوله: ((يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها)) [الأنعام:158]، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ رفعه ـ: "ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها".

الثاني: قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى عليه السلام في قوله ـ تعالى ـ: ((وإن من أهل بكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته)) [النساء: 159]، وفي قوله ـ تعالى ـ: ((وإنه لعلم للساعة)) [الزخرف: 61]، وصح عنه أنه الذي يقتل الدجال، فاكتفى بذكر أحد الضدين عن الآخر، ولكونه يلقب: (المسيح) كعيسى عليه السلام؛ لكن الدجال مسيح الضلالة، وعيسى عليه السلام مسيح الهدى.

الثالث: أنه ترك ذكره احتقاراً، وتُعُقِّب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله، وتعقب بأن السؤال باق وهو: ما الحكمة في ترك النص عليه؟

وأجابنا الإمام البلقيني بأنه نظر في كل مَنْ ذُكِرَ في القرآن من المفسدين فوجدهم ممن مضى وانقضى أمره، وأما من لم يجئ بعدُ فلم يذكر منهم أحد. انتهى. وهذا ينتقض بيأجوج ومأجوج. ووقع في تفسير البغوي أن الدجال مذكور في قوله ـ تعالى ـ: ((لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس)) [غافر: 57]، وأن المراد بالناس هنا الدجال من باب إطلاق الكل على البعض وهذا ـ إن ثبت ـ أحسن الأجوبة؛ فيكون من جملة ما تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه. والعلم عند الله".

فوائد في التعامل مع الفتن:

1 ـ التزود بالطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة حصن حصين من الفتن وزاد قوي في التصدي لها عند حلولها:

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال ستاً (2): طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم (3)، أو أمر العامة (4) " (5).

فأوصى صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في الأعمال الصالحة؛ بل والمسابقة إليها قبل حلول وقت الفتن.

وذكر ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح (6) ما أخرجه الحاكم من طريق قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه أنه "يخرج ـ يعني الدجال ـ في نقص من الدنيا وخفة من الدين وسوء ذات البين فيرد كل منهل، وتطوى له الأرض".

فانظر ـ رعاك الله ـ إلى ضعف الدين وقلته في وقت خروجه.

2 ـ الحث على الائتلاف بين المسلمين وترك الخلاف والنزاع والفرقة، وأن الفتنة أعظم في وقت الخلاف منها في وقت الائتلاف:

ويشهد لهذه الفائدة الحديث السابق الذي رواه الحاكم، وحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق: "إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قِبَلِ المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض أربعين يوماً .. " (7).

3 ـ الحذر والتحذير من الفتن قبل وقوعها:

وهذا ظاهر في كل الأحاديث التي تحدثت عن الدجال، بل إن الأنبياء كل الأنبياء حذروا أممهم منه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: "ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ... " (8) (9).

4 ـ عدم الانخداع بالمظاهر خصوصاً وقت الفتن، بل وتحذير الناس من ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير