وقال أبوبكر الأثرم: رأيت أحمد بن حنبل يحفي شاربه إحفاء شديدا، وسمعته يسأل عن السنة في إحفاء الشارب فقال: يحفى كما قال نبي الله – صلى الله عليه وسلم – (احفوا الشارب).
قال أبو عمر: حجة من ذهب إلى هذا قوله – صلى الله عليه وسلم -: احفوا الشارب، والشارب معروف، وهو ما عليه الشعر من الشفة العليا تحت الأنف ... ).
ثم أخذ الحافظ ابن عبد البر يذكر أدلة هذا القول من السنة النبوية وأقوال الصحابة – رحمه الله -
فهل قول مثل هؤلاء – مع أدلته - يقال فيه: غير معتبر؟ خلاف من إذاً المعتبر وقول من؟
وتقول: مخالف لسنة أحد الخلفاء الراشدين.
قلت: خالفه جمع من الصحابة منهم ابنه عبد الله، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأبو أسيد الساعدي، ورافع بن خديج، وسهل بن سعد – رضي الله عنهم أجمعين -. ذكر ذلك أبو عمر في الاستذكار: 2764. وانظر مصنف ابن أبي شيبة 6/ 110 دار الفكر.
وتقول: مخالف لعمل بعض الصحابة وقد اشتهر بغير إنكار وليس له مخالف. والصحابة أفهم بالعربية من أبي حنيفة
قلت: يعلم الجواب مما تقدم.
وتقول: مخالف لما نقله أهل المدينة جيلاً عن جيل
قلت: أين هذا النقل عنهم؟
ثم إن وجد فقد رده الشيخ محمد الأمين في مقاله عن الإمام مالك بقوله:
وإجماع أهل المدينة (المزعوم)!
وقوله: كما عيب على مالك قلة اطلاعه على أقوال غير المدنيين، وكثرة زعمه الإجماع، فما اختلف فيه الناس كثيراً.
و بقوله: ووخالف مالك الكثير من الأحاديث الصحيحة التي رواها في موطئه، زعماً أنها مخالفة لإجماع أهل المدينة. وتتبع ذلك ابن حزم في رسالته في الرد على إجماع أهل المدينة في "الإحكام" (2\ 222)، وبَيَّنَ فيه أنه ليس من حديث ردوه إلا وقد عمل به أحدٌ من أهل المدينة. وبيّن كذلك بطلان كل أدلة الاحتجاج بعمل أهل المدينة عقلاً وشرعاً. وعلى النقيض من ذلك، كان مالك كثير المخالفة لإجماعات المسلمين، برأيه.
وبقوله: واشترط جمهور المالكية للعمل بالحديث الصحيح أن لا يَكُوْن مخالفاً لعمل أهل المدينة. وَقَدْ فند أدلتهم ابن حزم من وجوه ....
وبقوله: كما رد عليهم بعجزهم عن تعريف المقصود بعمل أهل المدينة. إذ أن كثيراً من تلك المسائل التي زعموا عمل أهل المدينة عليها، فيها خلاف بين فقهاء المدينة .....
فأين الحجة في نقل أهل المدينة هذا؟ وهذا طبعا بعد إثبات هذه الدعوى، وهي لا تثبت إلا إذا اختزلنا علم أهل المدينة في مالك، وهذا ما ينكره الشيخ محمد الأمين على المالكية بشدة.
وتقول: مخالف للفطرة السليمة حيث يجعل شكل الإنسان أقرب للقرد، بينما الأصل في هذا أن يكون من الفطرة
قلت: المرأة إنسان ... والنتيجة معلومة. وعموما هذا ليس من كلام أهل العلم جملة.
وتقول: كونه بدعة سيئة كما أفتى الإمام مالك
قلت: وهل من يقول في مالك – رحمه الله – هذا الكلام - على سبيل المثال وليس الحصر- يصح له الاحتجاج به، ألا تذكر قولك:
ومع ذلك تجده قد أفتى ببعض الأحكام الشرعية بعنصرية.
وقولك: وأصبح الإمام مالك فقيهاً وأخذ يفتي، وتعرض لكثير من السخرية لمخالفته من هم أعلم منه.
وقولك: وأما الإمام مالك فقد تعاون مع السلطة ودخل في سلكها بعد الفتنة والإطاحة بثورة النفس الزكية وأخيه إبراهيم، فدوّن لها الموطأ. ونحن نعلم بأن الإمام مالكاً –وقبل توجُّه الحكومة إليه– لم تكن له تلك المكانة. بل إن والده أنس بن مالك بن أبي عامر لم يكن معروفاً عند العلماء، ولم يفصح التاريخ بشيء من حياته ولا تاريخ وفاته. وروايته للحديث قليلة جداً، وإن كان ثقة. بل كل ما كان يقال عنه بأنه أخو النضر المقرئ.
وقولك: وبعد لقاء المنصور بمالك، أصبح مالك بعد ذلك يعد من رجالات الخليفة ...
وقولك: لم يكن مالك في حقيقة الأمر صاحب مذهب مؤسس على قواعد واضحة، وإنما كان شيخاً يفتي، ثم تحول في أواخر حياته إلى رجل تنفيذي في الدولة العباسية. وبالمفهوم الحديث يمكن القول أنه كان وزيراً للعدل والشئون الدينية، لكن تلامذته هم الذين أسسوا المذهب المالكي بعد وفاته، كما حدث في المذهب الحنفي.
وقولك: وكثرة زعمه الإجماع، فما اختلف فيه الناس كثيراً.
وقولك: وعلى النقيض من ذلك، كان مالك كثير المخالفة لإجماعات المسلمين، برأيه.
وقولك: وكانت له فتاوى غريبة، أنكرها عليه علماء عصره.
وغير ذلك مما جاء في مقالكم المفيد عنه – رحمه الله – فهل من كان بهذه الصفة يطلق عليه أنه إمام ويحتج بقوله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 05:10 م]ـ
الفهم الصحيح دع عنك هذا الهراء وتركيب الجمل في غير مكانها
الشيخ أبو إبراهيم حفظه الله
هل ثبت عن أحد من الخلفاء الراشدين ما يخالف هذا؟
لاحظ الحديث هذا:
أخبرني شرحبيل بن مسلم قال: أدركتُ خمسة من أصحاب النبي، واثنين قد أكلا الدمّ في الجاهلية، ولم يصحبا رسول الله، يحفون شواربهم ويُعفون لحاهم: أبا أمامة، وعبدالله بن بسر، وعتبة بن عبد السلمي -يعرف بعتبة بن الدر- والمقدام بن معدي كرب، وأبا عنبة الخولاني، وأبا فالج الأنماري.
قلت لشرحبيل: كيف رأيتهم يأخذون شواربهم؟ قال: مع أطراف الشفة ولا يلحفون. اهـ.
أعني مجرد أن يأتي عن أحد الصحابة أنه كان يحفي شاربه إحفاء شديدا، فليس هذا خلافاً للنص. ثم لعلك تذكر ما قاله شيخنا الأرنؤوط رحمه الله عن معنى الإحفاء.
الأخ البحاثة زكريا أبو مسلم وفقه الله
نقلت عن الإمام ابن القيم قوله: "وذكر ابن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن عليا رضي الله عنه قال لأهل نجران إن عمر كان رشيد الأمر ولن أغير شيئا صنعه عمر , وقال الشعبي قال علي حين قدم الكوفة ما جئت لأحل عقدة شدها عمر "اهـ
لكن كيف نعرف ما الذي اشترطه عمر؟ وهل أضيف شيء لهذه الشروط؟ أم تم تعديل شيء من قبل أحد الرواة الضعفاء؟ أما شهرة الحديث فهي غير مغنية عن إسناده، خاصة في مسألة حساسة كهذه. وكم من حديث اشتهر ومع ذلك حكم عليه العلماء بالضعف.
¥