تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففي هذا شرح مبين لطبيعة المغاضبة بين ابن عمرو و والده رضي الله عنهما، فهذه الرواية هي كالمفسرة للرواية الأخرى التي قال فيها: " يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر"، فيكون معناها: لم يكن بيني و بين والدي غضب كبير هجرته بسببه.

بل كان بينهما شيء يسير فقط، استعمله ابن عمرو و عرّض حتى أوهم الأنصاري أن إقسامه ألا يبيت عند والده كان بسبب هذه المغاضبة. فلما رأى منه ما رأى و علم السبب الذي ظن أنه

هو الذي جعل النبي صلى الله عليه و سلم يبشره بالجنة، صرح له أنه لم يكن بينه و بين والده

" غضب هجرة " كما في رواية النسائي، أو إن شئت " لا غضب و لا هجرة " في الرواية الأخرى.

و بهذا يكون الإشكال قد زال بفضل الله و منته.

- يبقى إشكال آخر و لم أر من ذكره إلا أن أحد إخواني نقل لي أن أحد طلبة العلم زاد أمرا في إعلال الحديث من باب نكارة المتن:

و هو استنكاره لقوله " فهذه الذي لا نطيق " و استبعد أن لا يطيق ذلك الصحابة و أن هذه اللفظة من أدلة نكارة المتن.

قلت: و ليس في هذا ما يستنكر، بل هذا من باب التواضع الجم الذي عرف به الصحابة رضوان الله عليهم و استصغار أنفسهم حتى لا يغتروا، و استعظامهم للأمور، كما ثبت عن حنظلة قوله " نافق حنظلة " و غير ذلك، و هذا من مناقبهم رضوان الله عليهم.

أقوال العلماء:

قال المنذري في الترغيب و الترهيب (3/ 348) (رقم 4384): (رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم، والنسائي ورواته احتجا بهم أيضا إلا شيخه سويد بن نصر وهو ثقة وأبو يعلى والبزار بنحوه وسمى الرجل المبهم سعدا.

وقال في آخره فقال سعد ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم أو كلمة نحوها.

زاد النسائي في رواية له و البيهقي و الأصبهاني فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا تطيق)

و قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 78): (رواه أحمد و البزار بنحوه غير أنه قال فطلع سعد بدل قوله فطلع رجل وقال في أخره فقال سعد ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم أو كلمة نحوها ورجال أحمد رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي البزار إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة).

و قال البوصيري في مختصر إتحاف السادة المهرة (8/ 286): (رواه عبد بن حميد و أحمد بن حنبل بسند الصحيح، و البزار بنحوه و سمى الرجل المبهم سعدا و قال في آخره: فقال سعد: ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم، أو كلمة نحوها).

قلت: ثم وقفت أخيرا على صحيح و ضعيف الترغيب و الترهيب للعلامة الألباني رحمه الله تعالى،

و قد جعل الحديث في " ضعيف الترغيب " (2/ 245). قال (2/ 247): (أنه منقطع بين الزهري و أنس، بينهما رجل لم يسم كما قال الحافظ حمزة الكناني على ما ذكره الحافظ المزي في " تحفة الأشراف " (1/ 395)، ثم الناجي و قال (198/ 2): " و هذه العلة لم يتنبه لها المؤلف ". ثم أفاد أن النسائي إنما رواه في " اليوم و الليلة " لا في " السنن " على العادة المتكررة في الكتاب فتنبه "

قلت: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 287/20559) و من طريقه جماعة منهم أحمد قال: أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك. و هذا إسناد ظاهر الصحة و عليه جرى المؤلف و العراقي في " تخريج الإحياء " (3/ 187)، و جرينا على ذلك برهة من الزمن، حتى تبينت العلة، فقال البيهقي في " الشعب " عقبه (5/ 265): " و رواه بن المبارك عن معمر فقال: عن معمر عن الزهري عن أنس ... و كذلك رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قال حدثني من لا أتهم عن أنس ... و كذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري " و انظر أعلام النبلاء (1/ 109).

و لذلك قال الحافظ عقبه في " النكت الظراف على الأطراف ": " فقد ظهر أنه معلول ") انتهى كلام العلامة الألباني رحمه الله تعالى.

هذا ما تيسر الآن و الله تعالى أعلى و أعلم.

و السلام عليكم و رحمة الله.

أخوكم أبو حاتم المقري.

ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 01 - 03, 10:37 م]ـ

الحديث ضعيف لجهالة حال الواسطة بين الزهري وأنس رضي الله عنه والله الموفق

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 01 - 03, 01:54 ص]ـ

أخي المقري جزاك الله خيراً

ولا مانع من أن يكون الزهري قد سمع الحديث عمن لا يتهم، ثم سأل عنه أنس فسمعه منه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير