ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:15 ص]ـ
حديث شيبتني هود وأخواتها. هل هو حديث صحيح؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود وأخواتها" له طرق عديدة، وأقواها إسناداً حديث عقبة بن عامر –رضي الله عنه-: أن رجلاً قال: يا رسول الله، شِبْتَ! قال: "شيبتني هودٌ وأخواتها". أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 286 - 287)، وإسناده حسن.
وأمّا قول الدارقطني في سؤالات السهمي (رقم9): "شيبتني هود والواقعة" معتلة كلها. فيُحمل على وجوه رواية الحديث المشهورة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتي أطال الدارقطني في ذكر اضطراب رواتها في العلل (1/ 193 - 211) (رقم 17)، (4/ 347 - 348).
وهذا الوجه المضطرب إن كان لا يصح إلا مرسلاً: كما ذهب إليه أبو حاتم الرازي في العلل (1394،1326)، فيبقى أنه نافع في المتابعات والشواهد.
وللحديث أكثر من وجه مرسل تؤيّد ثبوته (طبقات ابن سعد: 1/ 374 - 376). ولذلك حسّن الترمذي الحديث، مع كونه عرض لذكر علله والاختلاف فيه (رقم3297).
ومما يستأنس به ما صحّ عن العالم الزاهد الثقة أبي علي محمد بن عمر بن شَبُّوْيَه الشَبُّوْيِيّ (المتوفى بين 370هـ إلى 380هـ) أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال: "يا رسول الله رُوي عنك أنك قلت: "شيبتني هود"؟ قال: نعم. فقال: ما الذي شيبك منها: قصص الأنبياء، وهلاك الأمم؟ قال: "لا، ولكنه قوله تعالى: "فاستقم كما أمرت" [هود:112] شعب الإيمان للبيهقي (2215)، وتاريخ الإسلام للذهبي (8/ 497). والله أعلم. والحمد لله رب البرية والصلاة والسلام على هادي البشرية وعلى أزواجه والذريّة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:18 ص]ـ
هل هناك حديثٌ معناه: سيظل المؤمن ألف سنة في الجنة قبل أن يرى كل ما أُعِدَّ له من النِعَم؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا أعرف حديثاً صحيحاً بهذا المعنى، ولكن في الكتاب والسنة الصحيحة ما يدل على عظم نعيم الجنّة، وأنه فوق ما يظنّه الظانون، وأجل مما يتمنّاه المتمنون، كما قال تعالى: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون" [السجدة:17]، وقال صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". أخرجه الشيخان [صحيح البخاري (3244)، وصحيح مسلم (2824)].
كما أن أهل الجنّة يُزاد في نعيمهم وفي لذتهم، كما صحّ عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن في الجنة سوقاً، يأتونها كُلَّ جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً. فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً". أخرجه مسلم (2833).
ومع هذا النعيم المقيم الأبدي، والذي هو شاملٌ لكل نعيم معنوي وحسِّي، فعلى المسلم أن لا يخشى من سأم النعيم في الجنة، لأنّ السأم يناقض التلذّذ بالنعيم، فهو يناقض أبدّية نعيم الجنّة الثابت في آيات كثيرة وأحاديث جمّة. ولذلك كان من دعاء أهل الجنة في الجنة: "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب" [فاطر:34 - 35]، فقد نزَّههم ربُّهم -عز وجل- عن كل صنوف الحزن، والتي منها الملل.
نسأل الله لنا وللسائل الفوز بالجنة والنجاة من النار.
والله أعلم والحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:20 ص]ـ
لماذا لا نرفع أيدينا أثناء السجود، مع أن ذلك ثابت في أحاديث صحيحة؟
منها حديث عن النضر بن كثير أنه صلى بجانب عبد الله بن طاوس في مسجد الخيف، فكان إذا رفع من السجدة الأولى رفع يديه تلقاء وجهه، قال النضر: فأنكرت أنا ذلك، وقيل له: تصنع شيئا لم نر أحدا يصنعه؟! فقال عبد الله بن طاوس: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه. وقال عبد الله بن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه.
وقال أيوب: رأيت نافعاً وطاووساً يرفعان أيديهما بين السجدتين.
وروى يزيد بن هارون عن الأشعث أن الحسن وابن سيرين كانا يرفعان أيديهما بين السجدتين.
وروى ابن علية أنه رأى أيوب يرفع يديه بين السجدتين.
الجواب
الحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
حديث النضر بن كثير السعدي ليس صحيحاً، تفرّد به النضر بن كثير، وفيه ضعف. ولذلك استنكر حديثه هذا جماعةٌ من أهل العلم، كالبخاري (التاريخ الكبير (8/ 91)، والضعفاء الصغير له، رقم (374)، والتاريخ الأوسط، رقم (1244).
والعقيلي في الضعفاء (4/ 292)، وابن حبان في المجروحين (3/ 49). وابن عدي في الكامل (7/ 27).
وأما حكم الرفع في هذا الموطن، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم، وهو قول في مذهب الإمام أحمد والشافعي ومالك.
ولا بأس إذا فعل ذلك قليلاً، لحديث ابن عمر –رضي الله عنهما-: "أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا افتتح الصلاة، وإذا كبّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك ... وكان لا يفعل ذلك في السجود [حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود]. أخرجه البخاري (735، 736، 738، 739) ومسلم (390). والله أعلم.
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
¥