تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإسناده حسن وهو أثر صحيح له طرق عديدة.

الطريق الثاني:

رواه هناد (2/ 353رقم664) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (5/ 95) من طريق العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "من طلب الآخرة أضر بالدنيا، ومن طلب الدنيا أضر بالآخرة، فأضروا بالفاني للباقي".

وسنده صحيح.

الطريق الثالث:

رواه وكيع في الزهد (1/ 301رقم72)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 108رقم34561)، وهناد في الزهد (2/ 353) من طريق الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله –يعني ابن مسعود-: "من أراد الدنيا أضر بالآخرة، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا".

وسنده صحيح، ورواية إبراهيم عن ابن مسعود صحيحة.

2/ وأما أثر عمر -رضي الله عنه-:

رواه أحمد في الزهد (125 - 126) وأبو نعيم في الحلية (1/ 49 - 50) من طريق شجاع بن الوليد عن خلف بن حوشب أن عمر -رضي الله تعالى- عنه قال: "نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضر بالآخرة، وإذا أردت الآخرة أضر بالدنيا، فإذا كان الأمر هكذا فأضروا بالفانية".

وإسناده ضعيف؛ خلف بن حوشب لم يدرك عمر -رضي الله عنه-.

########### والخلاصة ###########

أن الحديث حسنٌ مرفوعاً، صحيح موقوفاً على ابن مسعود -رضي الله عنه-.

************************************************

########### معنى الحديث والأثر ###########

والمراد بهذا الحديث والأثر أن تقديم الدنيا على الآخرة فإنه يضر به في الآخرة، ويورده المهالك.

لأن من قدم الدنيا وما فيها من ملذات وشهوات على الآخرة أداه ذلك لارتكاب المحرمات والمنهيات، وأقل ما يؤدي إليه ذلك هو تثبيطه عن فعل الحسنات والمسابقة في الخيرات.

فليس المراد بهذا الحديث هو تحريم ما أحل الله وأباحه من أمور الدنيا المباحة والتي ليست وسيلة لعبادة وطاعة.

قال الإمام ابن حبان مبوباً على هذا الحديث: [ذكر الإخبار بأن الإمعان في الدنيا يضر في العقبى كما أن الإمعان في طلب الآخرة يضر في فضول الدنيا].

وقال العلامة ابن رجب -رحمه الله-: [وقد ذم الله تعالى من يحب الدنيا ويؤثرها على الآخرة، كما قال: {كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة}، وقال: {وتحبون المال حباً جَمّاً}، وقال: {وإنه لِحُبِّ الخير لشديد}، والمراد حبُّ المال، فإذا ذم من أحب الدنيا دل على مدحِ منْ لا يحبها، بل يرفضها ويتركها]. جامع العلوم والحكم (2/ 207).

ففي الحديث ذمُّ من يؤثر الدنيا ويقدمها على الآخرة، ومدح من يؤثر الآخرة ويقدمها على الدنيا.

والعلة في ذلك أن الدنيا فانية زائلة راحلة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-

والآخرة هي الباقية فالعاقل اللبيب هو الذي يؤثر الباقي على الفاني، والذي يؤثر ما يبقى على ما يزول ويفنى.

قال تعالى: {وللآخرة خير لك من الأولى} والأولى هي الدنيا.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:

أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي الفلسطيني

وانظر هنا:

http://alsaha.fares.net/[email protected]^[email protected]

http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=95072&page=0&view=collapsed&sb=5

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[06 - 09 - 02, 09:30 ص]ـ

للرفع والفائدة

ـ[أبو نايف]ــــــــ[06 - 09 - 02, 05:27 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي أبو عمر

وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير