الثانية: ما رواه الحاكم، عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين (بن ديزيل)، عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة به. وهذه فيها عبد الرحمن بن الحسن القاضي، قال فيه الذهبي (ميزان الاعتدال: 2/ 556، رقم 4852): (قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: ادعى الرواية عن إبراهيم بن ديزيل فذهب علمه، وقال القاسم بن أبي صالح: يكذب)، وزاد الذهبي (السير: 16/ 15) عن صالح بن أحمد قوله: (ضعيف). ويبدو أن هذه إحدى ادعاءاته الروايةَ عن ابن ديزيل.
ب- ما جاء عن سلمة وحده، فهذا رواه عنه منصور بن المعتمر، وعنه جرير بن عبد الحميد، وعنه
ثلاثة: محمد بن قدامة ويوسف بن موسى وأبو الربيع (إن صحت رواية الأخيرين). وقد رواه منصور بن المعتمر وهو ثقة ثبت مخالفاً من هو أوثق منه وهو شعبةُ بن الحجاج، الذي رواه بذكر ذر بن عبد الله الهمداني بعد سلمة. وقد تُكُلِّم في رواية منصور عن سلمة، قال ابن رجب (شرح العلل) (فيمن ضُعِّف في بعض شيوخه): (قال أحمد في رواية ابنه صالح: «منصور إذا نزل إلى المشايخ اضطرب: إلى أبي إسحاق، والحكم، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل. روى حديث أم سلمة في الوتر خالف فيه، وحديث ابن أبزى خالف فيه»).
ومما يُؤكِّدُ أنَّ الصحيحَ: روايةُ سلمةَ عن ذرٍّ لا عن سعيد: قولُ البخاري (التاريخ الكبير: 390) في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: (أخو سعيد الذي روى سلمةُ عن ذرٍّ عنه).
ج- ما جاء عن زبيد وحده، فهذا رواه عنه خمسة:
الأول: سفيان الثوري، وعنه: قاسم بن يزيد، وتابعه محمد بن عبيد، ولكنهما خالفا من هم أوثق منهما، فإنه قد رواه عن سفيان (بذكر ذرٍّ بعد زبيد): وكيع، وأبو نعيم، وهذان أوثق الناس في سفيان، وأيضاً: عبد الرزاق، وهؤلاء أوثق من قاسم بن يزيد، ومن محمد بن عبيد. قال النسائي بعد أن ذَكَرَ عن هذين روايَتَهُما (1751): (خَالَفَهُمَا أَبُو نُعَيْمٍ فَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدٍ)، ثم لما روى عن أبي نعيم عن سفيان قال (1752): (قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحمنِ: أَبُو نُعَيْمٍ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ وَمِنْ قَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ... ).
الثاني: عبد الملك بن أبي سليمان، وعنه اثنان: هشيم بن بشير، وتابعه محمد بن عبيد. ولكنَّ عبد الملك بن أبي سليمان تُكُلِّم فيه - وإن وُثِّق -، قال ابن حجر (التقريب: 2/ 383، رقم 4184): (صدوق له أوهام)، وحتى لو كان ثقة، فإنه قد خالف هنا سفيانَ الثوريَّ، وهو أوثق منه، فإنَّ سفيان قد رواه عن زبيد عن ذر عن سعيد.
الثالث: محمد بن جحادة، وعنه عبد الوارث بن سعيد، وعنه عمران بن موسى. وهذا معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ: أنَّ محمداً بن جحادة خالف سفيان الثوري، وهو أوثق منه، ولكنَّ الحَمْلَ في ذلك قد يكون على عمران بن موسى، فإنه - كما قال ابن حجر (التقريب: 3/ 117، رقم 5172) - صدوق.
الرابع: مالك بن مغول، وعنه شعيب بن حرب، وعنه أحمد بن محمد بن عبيد الله، وهذا أيضاً معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ: مخالفة سفيان وهو أوثق، ولعلَّ الحَمْل في هذه الرواية على أحمد بن محمد بن عبيد الله، فإنه صدوق (التقريب: 1/ 73، رقم 97).
الخامس: عمرو بن قيس الملائي، وعنه قرَّان بن تمَّام، وهذا أيضاً معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ، ولعلَّ الحَمْل فيها على قرَّان بن تمَّام، فإنه صدوق ربما أخطأ كما ذكر ابن حجر (التقريب: 3/ 180، رقم 5532).
3 - عطاء بن السائب، الذي روى عنه اثنان:
الأول: محمد بن فضيل بن غزوان، ولكن هذه الرواية معلولة بأن ابن فضيلٍ هذا سمع من عطاء بعد اختلاطه، قال أبو حاتم (تهذيب الكمال: 5/ 172): (ما رَوَى عنه - أي: عن عطاء - ابنُ فضيل، فَفِيه غلطٌ واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين، فرفعها إلى الصحابة) ا. ه.
الثاني: رَوْحُ بن القاسم، وهذه الرواية معلولة بِعِلَّةِ سابقتها، إذ إن رَوْحَاً معدودٌ فيمن سمع من عطاء بعد اختلاطه، كما في الكواكب النيرات (ص64).
والصحيح عن عطاءَ: روايةُ حماد بن سلمة، عنه، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه (وقد سبقت).
¥