والطبراني في الكبير (19/ رقم 307) والأوسط (رقم 5644) من طريق الحسين بن يزيد الطحان السلولي وإسماعيل بن علي السدي، ثلاثتهم عن أبي معمر سعيد بن خثيم حدثني محمد بن خالد الضبي عن الشعبي عن كعب بن عجرة به. ثم قال - وكان ذكر قبله أحاديث -: وقد روى سعيد غير ما ذكرت أحاديث ليست بمحفوظة من رواية أحمد بن راشد عنه، وسعيد عم أحمد بن راشد أهـ.
وقال الطبراني عقيبه: تفرد به سعيد بن خثيم، ولا يروى عن كعب إلا بهذا الإسناد اهـ.
قال أبو عبد الباري: سعيد بن خثيم صدوق له أغاليط كما في التقريب، ولكن الراوي عنه متهم برواية الأباطيل عمدا، وقد قال الذهبي في ترجمة أحمد بن راشد بعد ما ذكر خبرا باطلا رواه عن سعيد بن خثيم: فهو الذي اختلقه بجهل أهـ فالحمل عليه في هذا الحديث أولى من الحمل على سعيد بن خثيم رحمه الله تعالى , وللحديث شواهد تقدمت، والله أعلم.
والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 2604) وأحال على الروض النصير له فلينظر فيه.
الحديث الخامس: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أطفال المشركين خدم أهل الجنة "
وللحديث عن أنس طرق:
الطريق الأول: يزيد الرقاشي عن أنس به.
رواه أبو يعلى (رقم 4090) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 118) من طريق الأعمش، ورواه الطيالسي (رقم 2111) وأبو نعيم في الحلية (6/ 308) من طريق الربيع بن صبيح، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 444 رقم 1544) من طريق أبي حازم كلهم عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به.
وهذا سند ضعيف من أجل يزيد الرقاشي، قال الحافظ في التقريب في ترجمته "زاهد ضعيف " وبه ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 219).
الطريق الثاني: علي بن زيد بن جدعان عن أنس به.
رواه البزار (رقم 2170 زوائده) والطبراني في الأوسط (رقم 5355) وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (رقم 206 كما في تنبيه الهاجد للحويني رقم 478) من طريق الحجاج بن نصير والحر بن مالك العنبري كلاهما عن مبارك بن فضالة عن علي زيد به.
وهذا سند مسلسل بالعلل، فالحجاج بن نصير وشيخه مبارك بن فضالة وشيخ شيخه علي بن زيد ثلاثتهم ضعفاء معروفون على نسق.
ورواه معلى بن عبد الرحمن عن مبارك به موقوفا. رواه البزار (رقم 2171 زوائده) وهذا سند تالف جدا، والمعلى هذا متهم بالكذب، قال الدارقطني: ضعيف كذاب، وقال أبو حاتم: متروك، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، كما في ترجمته من الميزان (4/ 149)، والطريق الأول على ضعفه أمثل منه.
الطريق الثالث: عبد الوارث عن أنس به بلفظ "المولود في الجنة، والموءودة في الجنة ... "الخ.
رواه البزار (رقم 2169 زوائده) من طريق محمد بن إسحاق عن مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث عن أنس به.
وهذا أيضا سند ضعيف مسلسل بالعلل، فابن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومختار مجهول كما في الميزان، وبه ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 219)، وعبد الوارث فيه جهالة وقد ضعفه ابن معين والدارقطني والبخاري كما في ترجمته في الميزان (2/ 678) وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 74): هو شيخ، وهو مولى أنس على الراجح، وليس بابن سعيد الثقة فإنه ليست له رواية عن أنس بل بواسطة عبد العزيز بن صهيب عنه، وقد رد الألباني على الهيثمي ظنه عبد الوارث هذا أنه ابن سعيد كما تجده في الصحيحة (5/ 603 - 604) فالحديث بهذه الطرق الثلاثة وما يأتي من الشواهد لا ينزل عن درجة الحسن والله أعلم.
ورواه أيضا البزار (رقم 2177 زوائده) وأبو يعلى في مسنده (رقم 4224) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الوارث عن أنس به بلفظ " يؤتى يوم القيامة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة وبالشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته ... " الحديث.
وهذا سند ضعيف، فيه علل متعددة وهي:
أولا: ضعف عبد الوارث كما تقدم قريبا.
ثانيا: ضعف ليث بن أبي سليم، قال في التقريب: اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك أهـ، ونسبه الهيثمي في المجمع (7/ 216) للتدليس، ورد عليه الألباني في صحيحته (5/ 603): بأنه لم يجد أحدا وصفه بالتدليس أهـ
¥