تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القطع بأن مصير أطفال المسلمين في الجنة، وأنه لا خلاف في ذلك بين المسلمين، وإنما الخلاف المعروف في أطفال المشركين، هو الذي درج عليه كثير من العلماء والمحققين، ونقل الإجماع على ذلك غير واحد، وهو الذي دلت النصوص الكثيرة التي لا تحصى عليه، وتواترت به الأحاديث الصحاح.

ومن العلماء من جعلها موضع خلاف، فنقل عن بعض السلف التوقف عن الجزم لأطفال المسلمين بالجنة أو النار وفي السطور التالية نورد الأدلة المتكاثرة على أنهم في الجنة، ثم نعرج على من قال بالوقف وما احتج به على فرض ثبوت الخلاف:

أولا: الأدلة على أن أطفال المسلمين في الجنة

جاءت في ذلك أدلة كثيرة كما قلنا، وفيما يلي نذكر طرفا من الأحاديث الخاصة فنقول:

الحديث الأول: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي ?: " ما من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ".

رواه البخاري (رقم 1248،1381) وابن ماجه (رقم 1605) والنسائي (4/ 24) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس به.

ورواه ابن حبان (رقم 2945) والنسائي (4/ 23 - 24) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 421) – معلقا - من طريق عمران بن نافع عن حفص بن عبيد الله عن أنس بلفظ " من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة " وسنده صحيح.

وجاء نحوه من حديث عبد الرحمن بن بشر الأنصاري وعبد الله بن مسعود وعتبة بن عبد السلمي ومعاذ بن أنس الجهني وأبي هريرة وغيرهم (1).

الحديث الثاني: عن قرة بن إياس المزني رضي الله عنه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بابن له فقال له النبي ?:" أتحبه؟ فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه، ففقده النبي ? فقال: ما فعل فلان بن فلان؟ قالوا: يا رسول الله مات، فقال رسول الله ? لأبيه: " أما تحب ألا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ قالوا يا رسول الله: أله وحده أو لكلنا؟ فقال: بل لكلكم ".

رواه أحمد (3/ 436، 5/ 35 وهذا لفظه) والنسائي (4/ 22، 23، 118) والطيالسي (رقم 1075) والبزار في مسنده (رقم 3302) وابن حبان (رقم 2947) والحاكم (1/ 384) والطبراني في الكبير (19/رقم54، 66) والبيهقي في سننه (4/ 59 - 60) وشعب الإيمان (رقم 9753،9754) والروياني في مسنده (رقم 938) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 113 - 114) من طريق شعبة وخالد بن ميسرة كلاهما عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن إياس به.

وهذا سند صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني في أحكام الجنائز (ص 162) والأرناؤط.

الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ? قال " صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه، فيأخذ بثوبه كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا ينتهي حتى يدخله الله وأبويه الجنة ".

رواه مسلم (رقم 2635) وأحمد (2/ 488، 509) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 145) وإسحاق في مسنده (رقم 144) والبيهقي في السنن (4/ 67، 68) وغيرهم من طريق أبي السليل وسعيد الجريري عن أبي حسان خالد بن غلاق عن أبي هريرة به.

ومعنى قوله في الحديث (دعاميص الجنة): أي صغار أهلها، وأصل الدعموص: دويبة تكون في الماء لا تفارقه، أي أن الصغير في الجنة لا يفارقها قاله النووي في شرح مسلم (16/ 182).

الحديث الرابع: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ? قال للنساء يوم وعظهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كانوا لها حجابا من النار " قالت امرأة: يا رسول الله واثنين؟ فقال: واثنان ".

رواه البخاري (رقم 101) ومسلم (رقم 2634) وأحمد (3/ 72) وغيرهم، وقد جاء نحوه من حديث ابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وغيرهم (2).

الحديث الخامس: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ?: "ذراري المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم " زاد في رواية " وسارة حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة ".

وله عن أبي هريرة طريقان:

الأول: عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير