تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 77): قالوا فهذا الحديث صحيح صريح في التوقف فيهم، فإن الصبي كان من أولاد المسلمين، ودعي النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه كما جاء ذلك منصوصا عليه اهـ.

وفيه إشارة إلى الحديث الذي بعد هذا وهو:

الحديث الثاني: عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ? " إن أحدكم يجمع خلقه في بظن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد ... الحديث.

رواه البخاري (رقم 3208، 3332، 6594، 7454) ومسلم (رقم 2643)، وأحمد (1/ 382، 430) وأبو داود (رقم 4708) و الترمذي (رقم 2137) وابن ماجه (رقم 76) وغيرهم.

وقد روي هذا المعنى عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، وفي هذا الحديث الذي لا مغمز فيه كفاية.

ووجه الاستدلال: هو ما تقدم من أن كل أحد قد كتب مصيره قبل ميلاده، لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر، ولا بد من المصير إلى ما كتب، ولا يعلم أحد ماذا كتب لهذا الطفل، فيتوقف عن الجزم بذلك، ويؤيده الحديث السابق في بقاء هذا العموم في جميع الأطفال، لأنه ورد في طفل أنصاري.

قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 77): ووجه الدلالة من ذلك أن جميع من يولد من بني آدم إذا كتب السعداء منهم والأشقياء قبل أن يخلقوا وجب التوقف في جميعهم، لأنا لا نعلم هذا الذي توفي منهم هل هو ممن كتب سعيدا في بظن أمه أو كتب شقيا اهـ

الحديث الثالث: عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهم عن النبي ? أنه قال: إن الغلام الذي قتله الخضر طبعه الله يوم طبعه كافرا ".

رواه مسلم (رقم 2380) وأبو داود (رقم 4704) وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 121) والنسائي في الكبرى (6/رقم11307) وابن حبان (رقم 6221) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 1074 - 1075) والخطيب في تاريخه (9/ 94) والحاكم في علوم الحديث (ص 220) وابن بشكوال في غوامض الأسماء (2/ 654) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 194) وغيرهم من طريق التيمي عن رقبة بن مصقلة.

ورواه الترمذي (رقم 3150) وابن جرير في تفسيره (16/ 3) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 86) والإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 614) والأصبهاني في معجم الشيوخ (ص 239) وغيرهم من طريق عبد الجبار بن العباس الهمداني.

ورواه أبو داود (رقم 4706) والنسائي في الكبرى (3/رقم5844) وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 118) وعبد بن حميد (رقم 169) وابن بشكوال في غوامض الأسماء (2/ 654) من طريق إسرائيل.

ورواه الطيالسي (رقم 538) وعبد بن حميد (رقم 168) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 195) من طريق محمد بن أبان أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

وعزاه ابن القيم للبخاري أيضا في طريق الهجرتين بهذا اللفظ (ص 131) ولم أجد فيه مرفوعا بهذا اللفظ في البخاري، وإنما هو من قراءة ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك، وسيأتي البحث إن شاء الله تعالى.

ووجه الاستدلال:هو ما تقدم ذكره من أن هذا الولد كان من أبوين مؤمنين كما قال تعالى ? وكان أبواه مؤمنين ?، ومع ذلك كان طبع على الكفر، وهو على معنى حديث عائشة أن الله خلق للنار رجالا وهم في أصلاب آبائهم، ومن كان كذلك فلا بد أن يدخلها، والحديث صريح في أن من أولاد المسلمين من يطبع على الكفر ويمضي به القدر على ذلك، فلا يجزم بأنهم في الجنة.

قال إسحاق كما في التمهيد (18/ 86): فلو ترك النبي ? الناس ولم يبين لهم حكم الأطفال لم يعرفوا المؤمنين منهم من الكافرين، لأنهم لا يدون ما جبل كل واحد منهم عليه حين أخرج من ظهر آدم، فبين لهم النبي ? حكم الطفل في الدنيا فقال " أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " يقول: أنتم لا تعرفون ما طبع عليه في الفطرة الأولى، ولكن حكم الطفل في الدنيا حكم أبويه فاعرفوا ذلك بالأبوين، فمن كان صغيرا بين أبوين كافرين ألحق بحكمهما، وأما إيمان ذلك وكفره فعلم ذلك إلى الله، وبعلم ذلك فضل الخضر موسى، إذ أطلعه الله عليه في ذلك الغلام وخصه بالعلم اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير