تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا ظاهر الحديث، و هذا ما فهمه الصحابة من كلام النبي (ص)، و ما قد يكون فهمه النبي (ص) من الوحي المنزل عليه و هو كان فهم العلماء من بعدهم كما يظهر ذلك كتب التفاسير، و ما ساعد على ذلك الفهم هو أنهم كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة، و هكذا لا يكون ذلك الحديث إشكالا بالنسبة لهم، بل على العكس يكون قد أعطى لهم تفسيرا عن أين تكون الشمس في فترة الليل بعد أن تغرب. و التفسير المعطى هنا يبين لنا كيف أن الشمس ذليلة لربها لا تطلع لنا إلا بإذن من ربها، و ذلك حتى يمحو أى ميل لاعتقاد بألوهية الشمس، التى كان يرى فيها أناس القدرة و السلطان و يعبدونها.

أما في عصرنا الحالي، وبعد أن علمنا الله و ثبت لنا علميا الحركة المسببة لظاهرة الليل و النهار، وهي دوران الأرض حول محورها (بعد أن علمنا أنها كروية) ... بعد أن علمنا ذلك نجد أن هذا الحديث النبوي قد اصبح مشكلا لكثير من الناس إذا تم فهمه على ظاهره بالصورة السابق ذكرها.

فما الحل إذن ... ؟

حتى نفهم الأمر علينا أولا النظر جيدا في الآيتين (38 و 39 في سورة يس): {و الشمس تجري لمستقر لها، ذلك تقدير العزيز العليم. و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}

إن الله تعالى يصرفنا في هذه الآيات للنظر في خلقه والتدبر في تقديره، وهو تعالى يذكرنا هنا بما نراه كل يوم و ليلة من آيتين عظيمتين، ألفتها انفسنا فلم تعد ترى فيها آيات قدرته عز وجل. إنه حين يوجهنا لتلك الآيات، يوجهنا إلى ما تراه أعيننا، إلى فطرتنا ... ليس المقصود هو تفسير حركة الشمس و القمر، المقصود هو رؤيتنا بعين بصرنا لتلك الآيات حتى تنفتح بصيرتنا لتقدير الله عز وجل و علمه، فها نحن كل يوم نرى الشمس طالعة من المشرق ثم تجري في السماء، تضيئ لنا النهار، ثم يحين مغربها، فإذا بها تذهب، و إذا ذلك الجريان الذي كنا نراه قد توقف و استقر، إنه ذلك الجريان الذي كان طوال النهار قد استقر بذهاب الشمس من أعيننا، وذلك حتى تولد آية جديدة، الليل الذي أناره الله لنا بالقمر و جعله لنا منازل حتى نعلم عدد السنين والحساب، وذلك ما يحدث في أي أرض و بلد، و هو الذي يراه كل كائن على هذه الأرض، فلك الحمد يا ربي على دقة تقديرك، و كمال صنيعتك ....

و عليه فإننا نأخذ بمدلول الحديث و ليس بظاهره السابق ذكره؛ إن هذه الشمس التي ترونها حين تغرب، لا تطلع لنا ثانية إلا بإذن من ربها، ذلك الطلوع الذي اعتدنا عليه لا يحدث إلا بأمره و إذنه، إنها ساجدة لربها لا تعصيه في أمره، فهو الذي وضع لها فلكها، فلكها الذي هو ناتج من دوران الأرض حول محورها، فهو سبحانه الذي قدر دوران الأرض و جعل منه الليل و النهار، جعل منه شمسا جارية نراها في نهارنا، مختفية في ليلنا مستقرة، فالكل ساجد لأمره تحت عرشه، منقاد لحكمه و تقديره.

{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} و الله الموفق،

ـ[طلق]ــــــــ[23 - 08 - 05, 10:07 ص]ـ

كانت لى وجهة نظر فى هذا الموضوع وقد كتبته ضمن دراسة شاملة ورد على من يشكك فى القرآن الكريم اورد لكم ما تعلق منها بهذه المسألة سائلا الله ان ينفع بها.

ومثال آخر يقوله المشككون فى إنعكاس علوم وتصورات عصر النبوة فى القرآن تفسير آية (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) حسب الحديث الغريب فى سنده أى أنه روى من طريق واحد من الصحابة هو أبو ذر والذى يفيد بأن معنى لمستقر لها هو أنها تذهب حين غروبها كل يوم لتسجد تحت العرش وتطلب الإذن بمعاودة الشروق من جهة الشرق من مطلعها المعتاد إلى أن يحين الوقت الذى لا يؤذن لها فتشرق من جهة المغرب على غير المعتاد وهذا نص الحديث: (حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى

والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم

رواه البخارى)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير