تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما رواه الترمذى (حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها قال ثم قرأ وذلك مستقر لها قال وذلك قراءة عبد الله بن مسعود.

قال: أبو عيسى وفي الباب عن صفوان بن عسال وحذيفة بن أسيد وأنس وأبي موسى وهذا حديث حسن صحيح).

هذا الحديث ينافى حقائق العلم ولا يحتمله الواقع ثم وهذا الأهم يتصادم مع المعنى الذى تحتضنه الآية.

فنحن هنا لم نعتسف النص النبوى المفسر لهذه الآية ولكن كشفنا عن عدم صحة صدوره عن النبى صلى الله عليه وسلم من خلال تعارضه مع حقائق العلم وبداهات العقل وكذلك لتعارضه مع الرويات الصحيحة والأشهر والمنقولة من نفس بعض رجال السند وهم وكيع، والأعمش، وابراهيم التيمى عن أبيه عن أبى ذر.

فبعض المفسرين قد قال بأن سجود الشمس ممكن عقلا مع سيرها ودورانها، وهذا صحيح ولكن ظاهرة الغروب نحن فى هذا العصر نعرف آلية حدوثها وأنها ليست من دوران الشمس بل من دوران الأرض فلا معنى لكلام هؤلاء المفسرين فالآية ينصرف معناها إلى أن الشمس الدائبة والمنضبطة فى حركتها الظاهرية التى هى فى الأساس حركة الأرض لا يعتريها خلل مما يدل على أنها آية دالة على تقدير الله العزيز العليم، ويتضح هذا المقصد إذا علمنا بأن ما سبق هذه الآية وما أعقبها من آيات تصب فى هذا المعنى يقول تعالى (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ.

فالآية إذا جارية فى فلك آيات وتدور على معنى لا علاقة له بالفهم المغلوط عند بعض المفسرين لجملة مستقرها تحت العرش التى جاءت فى الرواية والتى فسروها أنها تجرى حتى تصل لآخر نقطة لها عند مستقرها تحت العرش فى نهاية الزمان، كما لا علاقة لها بمضمون الحديث الذى يقول بأنها تذهب كل يوم للسجود تحت العرش تستأذن إعادة الشروق فالمسألة ليست مسألة أن الشمس لها مستقر أى نقطة نهاية تنتهى بالعرش مكانا أو تنتهى بزمان بحيث تحبس عنده فلا تشرق من مشرقها المعتاد فتصور المفسرون أو من روى الحديث بأن المستقر المقصود فيه لا القانون القارّ الثابت الذى لا يتخلف مما يعنى انضباط حركة الكون بل مستقر مكانى وزمانى غيبى وهذا والله أعلم توهّم منهم، ففى الرواية كما ذكر شارح الترمذى فى تحفة الاحوذى (إبراهيم التيمي هو ابن يزيد بن شريك, يكنى أبا أسماء الكوفي العابد ثقة, إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة) والمدلس هو من يروى عمن لم يسمع منه ويوهم بأنه سمع منه.

والروايات كلها من طريق أبى ذر رضى الله عنه فلابد أن واحدة منهما هى الصحيحة والأخرى قد اعتراها التحوير، والرواية الأصح هى التى مضمونها أن مستقرها تحت العرش لأنها الأكثر ورودا فى أصح المصادر، وهذه هى الروايات:

1 ـ حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل (والشمس تجري لمستقر لها) قال: مستقرها تحت العرش.

رواه الإمام أحمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير