تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما المتن: فتارة يذكر صلاة الفجر دون المغرب، كما في حديث أبي ذَرٍّ. وتارة يجمع بينهما، كما في حديث ابْنُ غَنْم المرسل، وحديث فاطمة، وأخرى يذكر العصر مكان المغرب، وذلك في حديث مُعَاذ، وتارة يذكر «يحيى ويُمِيِت» وتارة لا يذكرها، وتارة يزيد قبلها «بيده الخير»، وتارة لا يذكرها،

وتارة يذكر: «قبل أن ينصرف ويَثْنِي رجليه». وتارة لا يذكرها. وتارة يضطرب في بيان ثواب ذلك بما لا ضرورة لبيانه الآن. اهـ

قلت: وهذا الاضطراب ذكره الحافظ ابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص304و305و306و307و308).

وللحديث شواهد من حديث أبي أُمَامَةَ وأبي أيوب وأبي هُرَيْرَةَ وأبي عيَّاش الزُّرْقِيّ وعمارة بن شبيب وأبي الدَّرْدَاء.

1– أما حديث أبي أُمَامَةَ:

أخرجه الطَّبَرَانِيّ في المعجم الكبير (ج8ص336) والشَّجَرِيّ في الأمالي (ج1ص246) وابْنُ السِّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص74) وابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار) ج2ص308) من طريق آدم بن الحكم عن أبي غالب عن

أبي أُمَامَةَ t مرفوعاً بلفظ: «مَنْ قال في دُبُرِ صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

له الملك وله الحمد، يُحْيِىِ ويُمِيِت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يَثْنِي رجليه كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملاً إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال».

قلت: وهذا سنده ساقط فيه أبو غالب صاحب أبي أُمَامَةَ قال عنه ابْنُ سعد: منكر الحديث

وقال ابْنُ حِبّان: منكر الحديث على قِلَّتِه لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وضعفه أبو حاتم والنَّسَائِيّ وقال الدَّارَقُطْنِي: ثقة، وقال مرة: لا يعتبر به، وقال ابْنُ حَجَرْ: صدوق يخطئ.

وآدم بن الحكم البصري قال عنه ابْنُ مَعِين: صالح، وفي رواية: لا شيء، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابْنُ أبي حاتم: تغَيَّر حفظه.

انظر تهذيب الكمال للمِزِّيّ (ج24ص170) ولسان الميزان لابْنُ حَجَرْ (ج1ص336) والتقريب له (ص664).

قلت: فمثله حسن في المتابعات والشواهد، ولم أقف هنا على ما يشهد له ويقويه بالتقييد بالمائة في دُبُرِ صلاة الغداة.

قلت: فهو منكر بهذا اللفظ.

نعم وقع التقييد بالمائة في الصحيحين والموطأ من حديث أبي هُرَيْرَةَ، لكن مطلقاً ليس فيه التقييد بصلاة الغداة، ولا الزيادة في الذكر.

علماً أن الحديث ليس فيه شاهد للقيد بعد صلاة الغداة والمغرب بعشر تهليلات كما في الحديث المتقدم. فلا يصح له شاهد.

2 - وأما حديث أبي أيوب الأنصاري:

أخرجه ابْنُ حِبّان في صحيحه (ج3ص236) من طريق علي بن المديني قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابْن إسحاق قال: حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبدالله بن يعيش عن أبي أبوب قال: قال رسول الله r : « من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بِهِنّ عشر حسنات، ومحي بِهِنّ عنه عشر سيئات، ورفع له بِهِنّ عشر درجات، وكن له عِدْلُ عتاقة أربع رقاب، وكن له حرساً من الشيطان حتى يُمْسِي، ومن قَالَهُنَّ إذا صلى المغرب دُبُرِ صلاته فمثل ذلك حتى يصبح».

قلت: وهذا سنده تالف فيه عبدالله بن يعيش قال عنه الحُسيني في الإكمال (ص254): مجهول. وانظر تعجيل المنفعة لابْنُ حَجَرْ (ص243).

وذكره ابْنُ حِبّان في الثقات (ج5ص62). وتوثيق ابْنُ حِبّان مما لا يوثق به إذا تفرد كما بينه الحافظ

ابْنُ حَجَرْ في مقدمة لسان الميزان (ج1ص14).

فأورده في الثقات على قاعدته في توثيق المجهولين.

قلت: ولعلَّ أول الحديث يُفَسِّرُ آخِرَهُ بأن يُقال في الصباح والمساء ويُؤَيِّدُه الحديث الآتي.

وأخرجه ابْنُ حِبّان أيضاً في صحيحه (ج3ص236) من طريق علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابْن إسحاق قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن عبدالله بن يعيش عن أبي أيوب مرفوعاً بلفظ: «من قال دُبُرِ صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... ومن قَالَهُنَّ حين يُمْسِي كان له مثل ذلك حتى يصبح».

هكذا وقع مطلقاً في جميع الصلوات، وفيه أيضاً عبدالله بن يعيش وهو مجهول كما تقدم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير