[الثانِي] سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ. رواه عنه: عَبْدُ الْمَلِكِ بن الْحُسَيْنِ الأَشْجَعِيُّ، وعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الهمدَانِيُّ من رواية عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُرِّيِّ عَنْه.
[الثالث] سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله. تفرَّد به الثورى عنه.
والوجه الأول أشبه بالصواب، لاجتماع أربعة من أثبات أصحاب سِمَاكٍ عليه، وأما الوجه الثانِي، فإنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحُسَيْنِ أَبَا مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ ليس بالقوِيِّ عندهم، قاله البخارِيُّ. وقال ابن معينٍ: ليس بشيءٍ. وقال أبو حاتِمٍ وأبو زرعة والدارقطنِيُّ: ضعيف. وقال النسائِيُّ: ليس بثقةٍ، ولا يكتب حديثه. وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد على الثقات، لا يحلُّ الاعتبار به إذا تفرَّد. وأما عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ، فهو صدوقٌ لا بأس به، لكنه خولف مِمَّن هو أوثق منه.
قُلْتُ: وإسناد الجماعة حَسَنٌ إذا سلم من الانقطاع، وثبت سماع قَابُوسَ بْنِ الْمُخَارِقِ من أُمَّ الْفَضْلِ.
وقَابُوسُ بْنُ الْمُخَارِقِ تابعِيٌّ مشهور لا بأس به، وله أحاديث أكثرها عن أبيه، وروى عن علِيِّ بن أبِي طَالِبٍ، وأدرك أُمَّ الْفَضْلِ، ولا يبعد سماعه منها. وأبو قَابُوسٍ هو مُخَارِقُ بْنُ سُلَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، روى عنه ابناه قَابُوسٌ وعَبْدُ اللهِ، وله صحبة ورواية عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله البخارِيُّ. ووافقه ابن حبَّان على اسْمِهِ، إلا أنَّه جعله تابِعيَّاً. وقال أبو أحْمَدَ الْعَسْكرِيُّ: أبو قَابُوسٍ مُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، وزعم أن ليس له راوٍ غير ابنه قَابُوسٍ. والأول أرجح، مع ثبوت صحبته.
[الطريق الثالثة] عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْها:
قال الإمام أحمد (6/ 339): حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ قَالا ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ الْحَسَنَ أَوْ الْحُسَيْنَ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاضْطَجَعَ فِي مَكَانٍ مَرْشُوشٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى بَطْنِهِ فَبَالَ عَلَى بَطْنِهِ، فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَسِيلُ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ لأَصُبَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أُمَّ الْفَضْلِ، إِنَّ بَوْلَ الْغُلامِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ)).
وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ حُمَيْدٌ كَانَ عَطَاءٌ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ لُبَابَةَ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف. عَطَاءُ بْنُ أبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ صدوق لكنه كثير الإرسال، ولا سماع له من أحدٍ من الصحابة.
[الطريق الرابعة] عَبْدُ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْهَا:
قال الحاكم (3/ 197): أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ ثَنَا أبُو الْيَمَانِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ عِكْرَمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلِيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أُرْضِعُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بِلَبَنِ ابْنٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ قُثَمٌ، قَالَتْ: فتناوله رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فناولته إياه، فَبَالَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَأَهْوَيْتُ بيدي إليه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تزرمي ابْنِي))، قَالَتْ: فَرَشَّهُ بِالْمَاءِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَوْلَ الْغُلامِ الَّذِي لَمْ يَأْكُلْ يُرَشُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ.
قُلْتُ: وهذا منكر بهذا الإسناد. عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ العطار البصرِي بيِّن الأمر فِي الضعفاء كأبان بن أبِي عيَّاشٍ وأضرابه. قال العباس ابن مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ ليس حديثه بشيء كذاب. وقال عمرو بن عَلِيٍّ الفلاسُ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ كان كذاباً. وقال أبو حاتِمٍ: ضعيف الحديث منكر الحديث جدَّاً، مثل أبان بن أبى عياش وذا الضرب، وهو متروك الحديث. وقال ابن حبَّانَ: كان لا يدري ما يقول، يتلقن كما يلقن، ويجيب فيما يسأل، حتَّى صار يروي الموضوعات عن الثِّقات لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:57 م]ـ
بارك الله في مجهودك، وعلمك، شيخنا الجليل.
أعظم الله أجرك.
¥