وثاني ما ينقضه ما رواه أبو داود في المسائل بسند صحيح عن عبدالله بن نافع عن الامام مالك (امام مذهب القاضي عياض في الفقه) أنه قال ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) وعبدالله بن نافع هذا هو الصائغ وقد عده ابن معين من الأثبات في مالك وقال عنه ابن سعد ((لزم مالك لزوما شديدا)) وقال أحمد ((كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه)) وقال أبوداود ((كان عبدالله عالما بمالك)) وقال أحمد بن صالح ((أعلم الناس بمالك وحديثه))
وعلى فرض أنه بن ثابت فهو ثقة أيضا
وثالث ماينقضه ما قاله أبو الحسن الأشعري امام الأشعرية في كتابه مقالات الاسلاميين عند كلامه على مقالة أهل الحديث ((وأن الله على عرشه كما قال ((الرحمن على العرش استوى))
ورابع ما ينقضه ما قاله أبو الحسن الكرجي الشافعي (وهو معاصر للقاضي عياض)
عقيدة أهل الحديث فقد سمت بأرباب دين الله أسنى المراتب
عقائدهم أن الاله بذاته على عرشه مع علمه بالغوائب
نقلها عنه الذهبي في كتابه العلو
ونقل السقاف عن ابن العربي تأويل حديث الجارية بأن سؤال ((أين الله)) سؤال عن المكانة وهذا مردود من وجوه أولها وثانيها معا أن العرب لا تسأل بأين عن المكانة الا اذا اتصلت بمن وكانت في وضع المقارنة فيقولون أين فلان من فلان وهذا لا ينطبق على حديث الجارية ومن ذا الذي يقارن برب العالمين!!!
وثالثها أنه يلزم من هذا اتهام الجارية بتشبيه مكانة الله بمكانة من كانت تقول فيهم العرب فلان في السماء فيكون الأشاعرة قد هربوا من تشبيه المكان الى تشبيه المكانة وقد عقد السقاف فصلا في بيان أن العرب كانت تقول فلان في السماء تعني به قدره وبما قدمت نسف لهذا الفصل برمته
وأما من ذهب الى تفويض حديث الجارية فقوله مردود لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شهد للجارية بالايمان فيجب أن نؤمن بما آمنت به حتى يشهد لنا بالأيمان
ثم ان حديث الجارية أصل في نقض عقيدة التفويض فقد صرحت الجارية باثبات صفة العلو وأقرها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد اعترف السقاف في منتدى التنزيه بضعف مذهب التفويض
وأما من زعم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انما سكت على الجارية خوفا عليها من التعطيل فأقول جوابا على هذا الهراء اذا وسع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السكوت أفلا يسعكم أم أنكم أحرص على الأمة منه
ثم انه لا يجوز في حق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السكوت على الكفر خوفا من كفر آخر ولو فعل ذلك شخص عادي لسخرنا منه لأن كلا من التشبيه والتعطيل طريق الى النار أفيخرجها من هذا ليدخلها في ذاك؟!!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 06:03 م]ـ
نقل السقاف عن بعض العلماء أن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة
وهذا قول باطل فالصلاة كلها دعاء فما وجه التفريق
ثم ان لازم هذا القول أن الدعاء الذي لا يتجه فيه الداعي الى السماء غير مقبول وهذا باطل مخالف للاجماع والأدلة المتكاثرة ومن أوضحها دعاء السفر الذي احتج به السقاف فيما مضى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 06:35 م]ـ
نقل السقاف عن " اجتماع الجيوش الاسلامية " ص (212) تحت عنوان (أكرموا البقر): وذكر شيخ الاسلام الهروي بإسناده عن عبد الله بن
وهب قال " أكرموا البقر فإنها لم ترفع رأسها إلى السماء منذ عبد البجل حياء من الله عزوجل ". ثم قال: " والمقصود أن هذه فطرة الله التي فطر عليها الحيوان حتى أبلد الحيوان الذي نضرب ببلادته المثل وهو البقر،. اه
ثم احتج بقوله تعالى ((إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)) *
مبطلا لاستدلال ابن القيم وهذا من جهله بالتفسير المقصود بالآية الكفار فالدابة كل ما دب على الأرض بدليل قوله تعالى ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ))
ثم احتج بقوله تعالى ((أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)) والجواب أن يقال هذا تشبيه للكفار بالبهائم من ناحية العيش من أجل الأكل والشرب والمناكح فقط ومن ناحية عدم التفكر بالآيات كما قرر جمع من المفسرين لا من ناحية سوء المعتقد فالبهائم داخلة في عموم قوله تعالى ((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)) فهي تنزه الله عن الشرك والنقائص
ثم ان ابن القيم لم يذكر هذا للاحتجاج بل للاستئناس ولاثبات أن عبدالله بن وهب من مثبتة العلو ثم نقل ما يؤيده من الواقع
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 06:26 م]ـ
زعم السقاف أن السلفيين يرون حجية الفطرة وهذا غلط عليهم فهم لا يستجيزون اعتقاد شيء في رب العالمين لمجرد دلالة الفطرة وانما يذكرونها للاستئناس كما يفعلون عند ذكرهم للأدلة العقلية ولأثبات أن العامة ليسوا من المعطلة لا كما يزعم من يدعي أن معظم المسلمين أشاعرة
ومع على يفوتني أن أنبه على الفطرة السليمة لا تناقض العقيدة الصحيحة واليك الدليل المفحم وهو قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((ألا أعلمك كلمات تقولها إذا أويت إلى فراشك فإن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبحت وقد أصبت خيرا تقول: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري رغبة ورهبة إليك وألجأت ظهري إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت.)) رواه البخاري و مسلم فقوله ((مت على الفطرة)) داخل فيه الاعتقاد السليم الموجود في الدعاء وهذا كاف لاخراص السقاف
¥