تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كنت قد كتبت مناقشة مختصرة لهجوم الشيخ الكوثري على حديث الجارية وتضعيفه إياه، من خلال تحقيقي لكتاب الغنية في الكلام لأبي القاسم الأنصاري النيسابوري في بحث الماجستير، أحببت أن أضيفه هنا لعل فيه جديدا أو إضافة إلى ما قاله مشايخنا الكرام في هذا المنتدى النافع، وهذا ما قلته فيه:

حديث صحيح: أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحة ح رقم 537، وأبو داود 930، وأحمد 5/ 447، عن معاوية بن الحكم السلمي. من حديث أبي هريرة، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ، فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيَّ عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَيْنَ اللَّهُ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ بِإِصْبَعِهَا السَّبَّابَةِ، فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنَا؟ فَأَشَارَتْ بِإِصْبَعِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَإِلَى السَّمَاءِ، أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: أَعْتِقْهَا ".

وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبي هريرة " أن رجلا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجارية سوداء، فقال: " يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ اللهُ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ بِأُصْبُعِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنَا؟ فَأَشَارَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَإِلَى السَّمَاءِ، أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" "، انظر الدر المنثور.

والحديث له رواية أخرى فيها أن الجارية لم تكن خرساء ولعله حديث آخر.

والحديث أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب تشميت العاطس في الصلاة، والترمذي كتاب الطلاق واللعان باب ما جاء في كفارة الظهار، والنسائي في كتاب السهو باب الكلام في الصلاة، ومالك في الموطأ: 777 ووهم في اسم الصحابي فقال: عمر بن الحكم، وعنه الشافعي في مسنده:، وفي الرسالة: فقرة 242، وكذا ابن خزيمة في التوحيد: 121، والدارمي في الرد على الجهمية: 37، كما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 1/ 215، والبيهقي في الأسماء والصفات: 532، جميعهم عن معاوية بن الحَكَمِ السُّلَمِيِّ: " أَنَّهُ لَطَمَ جَارِيَةً لَهُ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَعَظَّمَ ذَلِكَ قال: فقلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: بلى، ائتني بها. قال: فجئت بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: إنها مؤمنة فأعتقها " انظر تخريج الحديث بتفصيل في: التوحيد لابن خزيمة: 121، العلو للذهبي: 16، ظلال الجنة للألباني: 1/ 215، وإنما أطلت في تخريج هذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم للجواب عن طعن الشيخ الكوثري فيه:

فقد طعن الشيخ الكوثري ـ غفر الله له ـ في حديث معاوية بن الحكم السلمي في الجارية بما لا مطعن فيه؛ فقال في عطاء بن يسار: ((انفرد برواية حديث القوم عن معاوية بن الحكم، وقد وقع في لفظ له ـ كما في كتاب العلو للذهبي ـ ما يدل على أن حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الجارية لم يكن إلا بالإشارة، وسبك الراوي ما فهمه من الإشارة في لفظ اختاره!!؛ فلفظ عطاء الذي يدل على ما قلنا هو: ((حدثني صاحب الجارية نفسه)) الحديث، وفيه: فمد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده إليها مستفهما: مَنْ فِي السَّمَاءِ؟ وقالت: الله. قال: فمن أنا؟ فقالت: رسول الله. قال: أعتقها فإنها مسلمة. وهذا من الدليل على أن: " أين الله؟ " لم يكن لفظ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد فعلت الرواية بالمعنى في الحديث ما تراه من الاضطراب!!)) انتهى كلام الكوثري من تعليقه على الأسماء والصفات: 532، وانظر أيضا: تعليقاته على السيف الثقيل في الرد على ابن زفيل لابن السبكي: 82 - 86.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير