وقد قدمنا أن الصحابة الكرام والتابعين والأئمة الأعلام كأحمد والترمذي هم مجسمة في ميزان السقاف
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:58 م]ـ
وشنع السقاف على الدارمي بسب إثباته لصفتي السكوت والجلوس زاعماً أن هذا إثبات بلا دليل فأما صفة السكوت فقد تقدم الجواب عنها
وأما صفة الجلوس فأقوى ما روي فيها ما رواه الطبراني في الأوسط (2165) حدثنا أحمد بن زهير (وهو احمد بن يحي بن زهير الثقة الحافظ) ثنا محمد بن عثمان بن كرامة (وهو ثقة) ثنا خالد بن مخلد القطواني (وهو من رجال الشيخين وسيأتي تفصيل حاله) قال نا عبد السلام بن حفص (وهو ثقة) عن أبي عمران الجوني (وهو ثقة ثبت سماعه من أنس) عن أنس بن مالك ((عرضت الجمعة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جاء جبرائيل عليه السلام في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتةالسوداء، فقال ما هذه يا جبرائيل؟ قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك عز وجل لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ولكم فيها خير، تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك و فيها ساعة لا يدعو أحد ربه بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه، أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه ونحن ندعوه في الآخره يوم المزيد وذلك أن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين فجلس على كرسيه، وحف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر،و جاء الصديقون والشهداء فجلسوا عليها، وجاء أهل الغرف من غرفهم حتى يجلسوا على الكثيب وهو كثيب من مسك أذفر، ثم يتجلى لهم فيقول أنا الذي صدقتكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني فيشهد عليهم على الرضاثم يفتح لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرفهم من الجمعة، وهي زبرجدة خضراء أو ياقوتة حمراء مطردة فيها أنهارها متدلية، فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها، فليسوا هم في الجنة بأشوق منهم إلى يوم الجمعة أحوج منهم إلي يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلي ربهم عز وجل وكرامته، ولذلك دعى يوم المزيد))
قلت ولا يمكن الطعن في هذا الحديث إلا بالطعن في خالد بن مخلد القطوني وإليك تفصيل حاله
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ((له أحاديث مناكير))
قلت هذا النص لا يعني الجرح بالضرورة عند محمود سعيد ممدوح فقد قال في كتابه (تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم) ((أما قول أحمد أحاديثه مناكير فلا تعني تضعيفاً له من أحمد (أي عمر بن حمزة) ذلك أن المشتغل بالحديث يعلم أن للنكارة معنى التفرد عند أحمد وكثير من المتقدمين))
قلت ولا يخفى على اللبيب أن قوله ((أحاديثه مناكير)) أخف من قوله ((له أحاديث مناكير))
وقال أبو حاتم ((يكتب حديثه))
وقال بن عدي ((لم أجد في حديثه أنكر مما ذكرته ولعلها توهم منه أو حملا على حفظه هو من المكثرين وهو عندي إن شاء الله لا بأس به))
وقال بن سعد ((كان متشيعاً منكر الحديث مفرطاً في التشيع وكتبوا عنه للضرورة))
قال أبو أحمد ((يكتب حديثه ولا يحتج به))
هؤلاء هم من جرحه أما من عدله فاولهم الشيخان فقد أفادني الشيخ الألفي أنهما احتجا به
وقال الآجري عن أبي داود ((صدوق ولكنه يتشيع))
وقال عثمان الدارمي عن بن معين ((ما به بأس))
وقال العجلي ((ثقة فيه قليل تشيع وكان كثير الحديث))
وقال صالح بن محمد جزرة ((ثقة في الحديث إلا أنه كان متهماً بالغلو))
وقال بن شاهين في الثقات قال عثمان بن أبي شيبة هو ((ثقة صدوق))
وذكره بن حبان في الثقات
واحتج به ابن خزيمة في صحيحه (2617) حيث ارود له أثر سعيد بن جبير ((كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية. فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك. . . فإنهم قد تركوا السنة، من بغض علي))
وهو من افراد خالد بن مخلد وهذه الفائدة لم ترد في التهذيب وهذا الأثر من الآثار التي يطيب للمبتدعة في منتدى الإحتجاج بها للطعن في معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيلزمهم تصحيح هذا الحديث في إثبات صفة الجلوس كما صححوا هذا الأثر وبالتالي الرد على شيخهم السقاف والحمد لله معز الإسلام بنصره
¥