وقال في ترجمة ابن الزاغوني ((قال ابن الزاغوني في قصيدة له:
إني سأذكر عقد ديني صادقا ... نهج ابن حنبل الإمام الأوحد
منها:
عالٍ على العرش الرفيع بذاته ... سبحانه عن قول غاوٍ ملحد
قد ذكرنا أن لفظة بذاته لا حاجة إليها، وهي تشغب النفوس، وتركها أولى، والله أعلم))
فانظر كيف لم ينكر لفظة عال على عرشه وهي صريحة في الإثبات وإنما أنكر لفظة بذاته فقط
وأكتفي بهذا القدر وعلى فرض أن الذهبي فوض فقد رجع إلى عقيدة الإسلا م الحقة (الإثبات)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:05 م]ـ
نقل السقاف قول الذهبي في ترجمة ابن حبان ((وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))
زاعماً أن الذهبي قاله بعدما رجع عن الإثبات إلى التعطيل
قلت وهذا النص صريحٌ فقد استثنى ما وصف الله به نفسه ونفي الكيف دليل على الإثبات كما قدمت ونفي المثلية كذلك فلو قلت لك ((أعندكم حديقة)) فلا يجوز لك أن تقول ((لا أدري ولكنها ليست كحيقة جيراننا!!)) وإنما يكون نفي المثلية فرع عن الإثبات وللذهبي كلمات نيرة في الإثبات سطرها في السير بعد هذه الترجمة وهي بمثابة شرح لكلامه هذا فقد قدمنا لك ثناؤه على كتاب الفروق للأنصاري وإقراره لإثبات العلو في قصيدة الزاغوني
وإليك هذا النص النفيس في ترجمة أبي ذر الهروي (وهي بعد ترجمة ابن حبان)
قال الذهبي ((وقد ألف كتاباً سماه: الإبانة، يقول فيه: فإن قيل: فما الدليل على أن لله وجهاً ويداً؟ قال: قوله: "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ" الرحمن وقوله: "ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ" فأثبت تعالى لنفسه وجهاً ويداً. إلى أن قال: فإن قيل: فهل تقولون: إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله! بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم تزل ولا يزال موصوفاً بها: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى. فهذا نص كلامه. وقال نحوه في كتاب التمهيد له، وفي كتاب الذب عن الأشعري وقال: قد بينا دين الأمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد ولا تجنيس ولا تصوير.
قلت: فهذا المنهج هو طريقة السلف، وهو الذي أوضحه أبو الحسن وأصحابه، وهو التسليم لنصوص الكتاب والسنة، وبه قال ابن الباقلاني، وابن فورك، والكبار إلى زمن أبي المعالي، ثم زمن الشيخ أبي حامد، فوقع اختلاف وألوان، نسأل الله العفو))
فانظر رحمني وإياك كيف أبان الذهبي أن متقدمي الأشعرية كانوا على الإثبات وأقرهم بل ونسبه لسلف الأمة
وقال الذهبي ((وعن أبي معمر القطيعي قال آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله.
قلت بل قولهم إنه عز وجل في السماء وفي الأرض لا امتياز للسماء. وقول عموم أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن الله في السماء يطلقون ذلك وفق ما جاءت النصوص بإطلاقه ولا يخوضون في تأويلات المتكلمين مع جزم الكل بأنه تعالى "ليس كمثله شيء"))
وقال أيضاً في ترجمة الخطيب ((أخبرنا أبو علي بن الخلال، أخبرنا أبو الفضل الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا محمد بن مرزوق الزعفراني، حدثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه. والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوماً أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.
¥