وأعظم دواوينهم ديوان استاذهم وإمامهم وامام الدنيا و المسلمين (عالم قريش) محمد بن ادريس الشافعي الموسوم بـ (الأم) و هذا المصنف العظيم صنفه الشافعي على غير طريقة المصنفين اذ له طريقة فريدة في هذا فهو يجمع تلاميذه ويطرح عليهم هذا التصنيف ويقدمون و يناظرون حتى يستوى على سوقه.
وبعض كتب هذا الكتاب وابوابه مما صنفه في العراق فاثبته على حاله، ومن أجل مصنفاتهم بقية كتب الامام الشافعي كالرد على محمد بن الحسن وجماع العلم واختلاف الحديث وغيرها.
وقد طبعت مجموعة مضمومة عن دار قتيبة تحقيق الدكتور الحسون، وهي رسالة دكتوارة له. وقد ذكر ان اعتمد على عدد كبير من النسخ الخطية لتحقيق الكتاب.
ثم جاء بعد الشافعي تلميذه (المزني) فصنف المختصر وهو اختصار لكتاب الام مع ذكر نص كلام الشافعي فليس فيه صناعة من قبل المزني.
والمزني امام جليل وهو مجتهد (كما هو حال اغلب تبعة المذاهب في ذلك الوقت) وهناك ثلاثة هم بناة المذهب الشافعي ومن اعظم من بنى اصوله:
المزني، والبويطي، والربيع المرادي.
اما المزني فبرع في التصنيف والربيع هو الذي جمع كلام الشافعي وكتبه فحاله مثل حال ابي بكر الخلال عند الحنابلة لكن حال ابي بكر اشد لما سيأتي في مذهب الحنابلة.
والبويطي هو الذي قرر وناظر ودرس في حلقة الشافعي بعد وفاته حتى شاع المذهب في مصر.
فثاني اعظم واجل كتب الشافعية مختصر المزني وكان ابو زرعة الدمشقي يعطى مائة درهم او دينار (الشك مني) لمن يحفظ هذا المختصر. وهو مطبوع مشهور.
وعلي مختصر المزني صنف الامام الماوردي كتابه الجليل (الحاوي) وهو كتاب نفيس دقيق عظيم القدر لم ينل حظه من أهل العلم اهتماما و رعاية، وهو كتاب يأسر لب مطالعه فيه دقائق في اللغة والاصول والفقه بديعة.
والطبعة التى انتفعت بها ولا أعرف غيرها هي بتحقيق عادل عبدالموجود وصاحبه، وصفها جيد.
ومن أشهر كتب الشافعية ومصنفاتهم كتاب المهذب للشيرازي وهو مختصر متوسط نافع وقد طار ذكره عند الشافعية حتى صنف عليه النووي رحمه الله مصنفه الجامع الموسوم: (بالمجموع) ولكنه توفى قبل ان يتمه حيث وصل الى اول البيوع ثم اكمل بعضه السبكي فتوفى قبل ان يتمه ثم اتمه جماعة من بعدهم.
ومن أشهرها سلسلة كتاب المزني وسوف اذكرها حيث انه شجرة تفرعت اغصانها كما هو حال كثير من الكتب حتى تنوعت:
فمختصر المزني شرحه الجويني في كتاب سماه (نهاية المطلب) ثم جاء الغزالي و صنف على هذا الشرح ثلاث كتب (البسيط والوسيط والوجيز) ثم جا ءالرافعي رحمه الله فاختصر الوجيز في كتاب اسماه المحرر ثم جاء النووي رحمه الله فاختصر المحرر في كتابه الشهير (منهاج الطالبين) ثم شرح منهاج الطالبين ابن حجر الهيتمي في كتابه الشهر تحفة المحتاج وكذلك الرملي (الشافعي الصغير) في نهاية المحتاج.
ثم تعددت عليهما الحواشي الكثيرة جداً والتى أصبحت سمة باررزة بعد القرن العاشر.
فعلى نهاية المحتاج تعددت الحواشي منها حاشية الرشيد المغربي.
وعلى تحفة المحتاج حاشية العبادي وعبدالحميد الشرواني.
وعلى المنهاج ايضا صنف ابن الملقن كتاب (وهو مطبوع عجالة المحتاج).
وشرحه جلال الدين المحلي بكتابه كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين، على هذا الشرح الحاشيتان المشهورتان (قليوبي وعميرة) وهي مطبوعة طبعات كثيرة.
وقام الشيخ زكريا الانصاري وصنف منهج الطلاب في اختصار منهاج الطالبين ثم جاء العجيلي فصنف حاشيته المشهورة حاشية الجمل على منهج الطلاب.
وايضا قام الرافعي رحمه الله بشرح الوسيط في كتابة (فتح العزيز شرح الوجيز) فجاء النووي ايضا واختصره في كتابه الشهير (روضة الطالبين) وعليه شروح وحواشي كثيرة أيضا.
ومن المتون الشهيرة عند الشافعية متن الغاية والتقريب لابي شجاع، وهو متن مختصر لطيف سهل الحفظ مرتب ومبوب، وعليه شروح من اشهرها شرح مختصر لابن دقيق العيد مطبوع، والشرح المشهور للشربيني الموسوم بالاقناع، وعليه حاشية البجيرمي وهي ايضا مطبوعة مشهورة.
وأما حاشية الشرقاوي فهي حاشية على تحفة الطلاب شرح تنقيح اللباب لزكريا الانصاري. وهي مطبوعة ومشهورة.
¥