[الأقليات الدينية في الدولة الإسلامية. للإمام محمد المنتصر بالله الكتاني]
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:30 ص]ـ
هذه محاضرة لسماحة محدث الحرمين الشريفين العلامة محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني حول الأقليات الدينية في العالم الإسلامي من وجهة نظر شرعية، تاريخها، وأحكامها، وهي قيمة جدا في بابها، قمت بتفريغها من شريط ارتجلها المحاضر في أوائل السبعينات من القرن الميلادي المنصرم بجمعية جبل أحد بالمدينة المنورة ..
كما تتضمن المحاضرة تعقيبا للعلامة الشيخ محمد المبارك رحمه الله تعالى، سأنشرها تباعا، ثم أنزلها على ملف "وورد" بإذنه تعالى كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة للإمام الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني – رحمه الله تعالى – تحت عنوان:
الأقليات الدينية في الدولة الإسلامية
مقدمة المضيف:
باسم أسرة جبل أحد نرحب بكم أكمل وأجمل ترحيب، ويسعدنا ويشرفنا – حضرات السادة – أن نلتقي معكم في هذه الليلة المباركة الطيبة بعالم جليل، وعلم كبير من علمائنا الأجلاء، ذلكم هو: فضيلة الأستاذ الجليل، المحدث الكبير؛ الشيخ محمد المنتصر الكتاني، سليل أسرة كبيرة، جليلة عظيمة، اشتهر أفرادها وكثير من رجالها بالعلم والأدب والفضل، ومن أعلام هذه الأسرة الكريمة الطيبة التي ينتهي نسبها إلى أسرة الدارسة التي حكمت المغرب والشمال الإفريقي فترة طويلة، من أعلام هذه الأسرة الكريمة: فضيلة الشيخ محمد بن جعفر الكتاني جد فضيلة المحاضر، وفضيلة الشيخ محمد الزمزمي الكتاني والد المحاضر، ولكل منهما مؤلفات جليلة.
ومحاضرنا – أيها السادة – أتم تعليمه بجامعة القرويين بفاس، كما أتم تعليمه بالجامعة الأزهرية في مصر، ولم تنقطع صله فضيلة المحاضر بالتعليم؛ فقد اشتغل مدرسا بجامعة محمد الخامس، كما اشتغل بالتدريس بالجامعة السورية، وترأس فيها قسم علوم القرآن والسنة النبوية، ثم انتقل للتدريس في الجامعة الإسلامية، ودرس فيها مدة من عامين، وكان طيلة إقامته بالمدينة يدرس بالمسجد النبوي.
وفضيلة المحاضر يعمل الآن مستشارا لرابطة العالم الإسلامي، ولفضيلة محاضرنا الجليل كثير من المؤلفات، منها المخطوط والمطبوع، بالإضافة إلى الكثير من من البحوث والمقالات الإسلامية التي نشرت في كثير من المجلات الإسلامية. ومن كتب محاضرنا الجليل المطبوعة: مؤلفه العظيم "معجم فقه ابن حزم الظاهري" في مجلدين، وهذا المؤلف فيما نعلم هو أول مؤلف من نوعه يسهل ويمكن للقاريء العالم ولطالب العلم الانتفاع بكتاب كبير جليل يعتبر من أمهات الكتب الإسلامية.
وله – أيضا – كتاب تخريج أحاديث "تحفة الفقهاء" للسمرقندي في فقه الحنفية في أربع مجلدات، وكتاب عن الإمام مالك، رضي الله عنه، وكتاب عن جامعة القرويين أقدم جامعة إسلامية في الدنيا، بالإضافة إلى كثير من البحوث والمقالات التي نشرها.
أما موضوع المحاضرة – أيها السادة – فهو: الأقليات في الدولة افسلامية، ولا أريد أن اقول شيئا عن موضوع المحاضرة، ففضيلة أستاذنا الجليل، العالم الكبير، سيشبعه بحثا وتفصيلا ودرسا، وأترك مقامي هذا لفضيلته مأجورا مشكورا، نفع الله بعلمه وفضله:
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 02:16 ص]ـ
المحاضرة
السلام عليكم ...
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلاة الله وسلامه وبركاته على سيدنا محمد سيد العرب والعجم، وعلى آله الطيبين وصحابته الأبرار.
موضوع كلمتنا اليوم، ومحاضرنا بجوار المسجد النبوي الشريف، وبحضور هؤلاء السادة: الأقليات في الدولة الإسلامية.
والأقليات يعنى بها في نظمنا الحاضرة: إما أقليات عرقية، أو أقليات وطنية، أو أقليات دينية.
فالأقليات العرقية أو الوطنية في دولتنا الإسلامية ونظامنا الإسلامي: لا وجود لها، فالمسلم مواطن في جميع ديار الإسلام، مشارقها ومغاربها، شمالها وجنوبها، وقد رحل ابن بطوطة مدة عشرين سنة في القرن الثامن، وتنقل بين القارات الإسلامية، الإفريقية والآسيوية، فكان حيثما ذهب وتنقل وارتحل يوظف قاضيا وحاكما ومسؤولا، ولا ينظر له أنه أجنبي بحال.
وهذا الذي يحدث اليوم في بعض ديار المسلمين أن فلانا أجنبي وليس مواطنا إسلاميا، هو من عقابيب الاستعمار الأوروبي الذي لا نزال نعيش في ظله ونعيش في مشاكله.
¥