تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما استدلال ابن حزم بأن الحمل والفصال لا يزيد عن ثلاثين شهراً ويلزم منه أن الحمل تسعة أشهر فهذا استدلال بعيد؛ لأن الآية خرجت مخرج الغالب لأن المرأة لو أرضعت طفلها سنتين وأتمت الرضاعة "لمن أراد أن يتم الرضاعة" (50) فيبقى من الثلاثين شهراً ستة أشهر ولم يقل أحد أن أكثر الحمل ستة أشهر، وكذلك منقوض من جهة أخرى وهو أن المرأة لو أرضعت طفلها سنة واحدة وارتفع لبنها وفطمته لزم أن تكون حملت به سنة وستة أشهر وهو لا يقول بذلك.

إضافة إلى أن الواقع يرفضه، فالواقع يثبت وجود حمل امتد لعشرة أشهر وهو كثيرٌ جداً.

الخلاصة: أن أقصى الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر والتي قد تزيد بضعة أسابيع وهو الذي يبني عليه الأحكام الشرعية، وإذا ادعت المرأة وجود حمل تجاوز المدة المعهودة يلزم أن تثبت ذلك بالبينة الموجبة لتصديق قولها كأن تشهد النساء بوجود هذا الحمل وظهور علاماته الواضحة – التي لا تلتبس مع الحمل الكاذب – كحركة الجنين، أو تثبت ذلك عن طريق تحليل البول أو الدم أو الموجات الصوتية (السونار) أو غير ذلك مما يقطع بوجود الحمل من عدمه لأن الأصل عدم امتداد الحمل عن المدة المعهودة، ولقطع باب الادعاء ولكون هذا الحمل ينبني عليه أحكام كثيرة، ويمكن للقضاة في هذا الزمان الاعتماد على الأجهزة الطبية الحديثة التي تحدد عمر الجنين بدقة إضافة إلى البصمة الوراثية والتي تحدد الأبوين بنسبة 99% والله أعلم.


(*) أمين مصادر التعلم بتعليم مكة المكرمة.
(1) انظر: خلق الإنسان بين الطب والقرآن للبار ص 450
(2) انظر: تفسير القرطبي 9/ 286، شرح زبد ابن رسلان ص 69.
(3) سورة الأحقاف: 15.
(4) سورة البقرة: 233.
(5) انظر: الإجماع لابن المنذر ص 95، المبدع لابن مفلح 8/ 111، تفسير القرطبي 9/ 286، التقرير والتحبير لمحمد بن حسن ص 146.
(6) أخرجه البيهقي 7/ 442 برقم 15326، عبد الرزاق 7/ 351 برقم 13447 وقد قوى ابن عبد البر إسناده كما في الاستذكار 24/ 74.
(7) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 215، الحاوي للماوردي 11/ 205، المغني لابن قدامة 1/ 232، المعارف لابن قتيبة ص 595.
(7) انظر: السيل الجرار للشوكاني 2/ 334، وانظر أيضاً: قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام 2/ 104.
(8) انظر: التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص 213.
(9) انظر: الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 375، وانظر أيضا رحلة الإيمان في جسم الإنسان لحامد أحمد ص 127، والخديج: هو الطفل الذي ولد ناقصاً عن المدة المعهودة.
(10) انظر: رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية لعبد الله باسلامة ص 59، وانظر أيضاً: الطب النبوي والعلم الحديث لمحمود النسيمي 3/ 364.
(11) انظر: تفسير القرطبي 11/ 92، تفسير الطبري 16/ 65، تفسير ابن كثير 3/ 117، الدر المنثور للسيوطي 3/ 6، مسائل الإمام أحمد ص 328.
(12) سورة مريم: 22 - 23
(13) إذا كانت عدد الخلايا أقل من المليونين أو لم تستطيع الخلايا المنوية المرور من عنق الرحم فإن ذلك من أسباب العقم والتي يمكن معالجته بإذن الله.
(14) انظر: إعجاز القرآن في خلق الإنسان لمحمد كمال ص 20 – 32، الآيات العجاب في رحلة الإنجاب لحامد الأحمد ص 75 – 128.
(15) انظر: المصادر السابقة، أيضاً: موقع صحة sehha.com موقع طبيبي tabeebe.com
(16) انظر: المحلى لابن حزم 10/ 132، تفسير القرطبي 9/ 287. أحكام الجنين لعمر غانم ص76
(17) انظر: تفسير القرطبي 9/ 287، الفقه الإسلامي للزحيلي 7/ 677.
(18) ا نظر: حاشية ابن عابدين 5/ 511، شرح فتح القدير لابن الهمام 4/ 362.
(19) ا نظر: المغني لابن قدامه 7/ 477، شرح فتح القدير لابن الهمام 4/ 362.
(20) انظر: الأم للشافعي 5/ 212، روضة الطالبين للنووي 6/ 39، الإنصاف للمرداوي 5/ 212، التاج والإكليل للمواق 4/ 149.
(21) انظر: الكافي لابن عبد البر ص 293.
(22) انظر: مختصر اختلاف العلماء للجصاص 2/ 405، تفسير القرطبي 9/ 287.
(23) انظر: المصدر السابق.
(24) انظر: المغني لابن قدامه 9/ 116، السيل الجرار للشوكاني 2/ 334 – 335، لسان الحكام لابن أبي اليمن ص 332.
(25) انظر: السيل الجرار للشوكاني 2/ 334.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير