تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول الدكتور البار أيضاً: (كان الأطباء في الأزمنة الغابرة وإلى عهد قريب يزعمون أن للخمر بعض المنافع الطبية وظل الناس يعتقدون ذلك إلى الماضي القريب ن بل إننا كنا نلقن في كلية الطب عن منافع الخمور؟ للدورة التاجية بالقلب، وكان الأطباء القدامى يصفونها لمرضى ضيق الشرايين التاجية على أمل أن يحسن ذلك منها، ثم جاءت الاكتشافات الحديثة فأبطلت هذا الزيف وبددت ذلك الوهم , وظهر أن الخمر تسبب الجلطة، وتصلب الشرايين ن وإن كان ذلك بطريق غير مباشر. وللأسف فإن هذه الحقيقة لا تزال مجهولة حتى لدى بعض الأطباء الذين لم يطلعوا على منجزات الطب الحديث).

ولعل هذا الذي قاله الدكتور البار ينطبق فعلاً على شريحة من الأطباء لا يزالون يعتقدون أن للخمر منافع طبية، وهي فكرة رفضتها المؤتمرات الطبية والبحوث العلمية بشكل قاطع.

في كتابه (الخمر بين الطب والقضاء) نجد الدكتور ممدوح الجاسم يعتبر الخمر دواء إذا وافقت على صنعه منظمة الصحة العالمية وفروعها وهيئاتها، وخضع للدراسة والتجربة، وهو ينقل هذا الرأي عن غيره، والمطلع على البحث يجد أن هذا الرأي رأيه أيضاً، فهو يقول بعد ذلك: (ولا شك إطلاقا أن تناول الخمر كمشروب روحي يحتاج إلى ثقافة حياتية رفيعة، ويتطلب وعياً اجتماعياً عالياً، "كذا"، أما تناول الخمر كعلاج فهو وارد، ولا سيما في حالات تصلب الشرايين، وفقدان الشهية، والخمول، وغيرها). وهو يدعو إلى الدفاع عن هذه الفكرة، ويدافع عنها فيقول:

(وتجدر الإشارة أن تناول الخمر لهدف علاجي ووفق إرشادات الطبيب أمر يجب أن ندافع عنه جميعاً، منطلقين من نقطتي ارتكاز اثنتين، أولاهما: الضرورات تبيح المحظورات، والصحة والحياة هما من أثمن النعم.)

وقد أسهب الأطباء والعلماء في البحث في هذه المسألة ومعظم الأطباء ذهبوا إلى حرمة التداوي بالخمر (وأعني حرمته من الناحية الطبية:أي منعه) وبينوا أضراره الجسمية والعقلية والروحية والمالية والاجتماعية مما لا يدع مجالاً لأحد لإثبات نفع علاجي لها.

ولا نريد أن نطيل في النقولات، فما سبق يغني عن ذلك.


فحيِّ على جنّات عدنٍ فإنّها ....... منازلنا الأولى وفيها المخيّم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير