تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأحاديث الأمر بتسوية الصفوف ورصها والنهي عن الفرج فيها، نحو حديث: "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة " رواه البخاري ومسلم، ولفظ مسلم: "من تمام الصلاة" هذه الأحاديث تشمل كل صلاة فلا وجه لإخراج صلاة الجنازة منها فهي صلاة تأخذ جميع أحكام الصلاة إلا ما ورد فيه دليل يستثنيها.

ثالثاً:

القول بوجوب تسوية الصفوف هو القول الصحيح لأنه ظاهر النصوص التي فيها الأمر بتسوية الصفوف والوعيد لمن لم يسووا الصفوف، وهو مروي عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وبلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقد كانا يضربان الأقدام على ذلك، وهو قول ابن حزم، وقد رجحه كثير من المحققين من أهل العلم لقوة دليله، قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح حديث: " لتسون صفوفكم أو ليخالفن اللَّه بين وجوهكم) وعلى هذا فهو واجب والتفريط فيه حرام. اهـ وفي الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين _ رحمه الله _ (3/ 12 - 13) بعدما أورد عدة أحاديث في الأمر بتسوية الصفوف كحديث النُّعْمَانَ ابْنَ بَشِيرٍ قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ فَرَأَى رَجُلًا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فَقَالَ (عِبَادَ اللَّهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ) أخرجه البخاري ومسلم

وحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ) أخرجه البخاري

قال الشيخ ابن عثيمين: من هذه الأحاديث الكريمة نستفيد مايلى: وجوب تسوية الصف حيث أمر به صلى الله عليه وسلم بل توعد بالعقوبة على الذين لم يسووا صفوفهم بأن يخالف الله بين وجوههم ... إلى أن قال: كيفية تسوية الصفوف تكون بعدة أمور هي

1 - تسوية المحاذاة وهذه واجبة وتكون بالمناكب في أعلى البدن وبالأكعب في أسفل البدن

2/ التراص في الصف ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول (تراصوا ولاتدعوا فرجات للشيطان] رواه أبو داود

3/ إكمال الأول فالأول لما جاء في الحديث [لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا]

4/ ومن تسوية الصفوف التقارب في ما بينها و فيما بينها وبين الإمام لأنهم جماعة واحدة. اهـ

وإن كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يرى أن سد الفرج يكون في بداية الصلاة فقط بغرض تسوية الصف ثم لا بأس بالفرج بين الأقدام بعد ذلك مع المحافظة على تسوية الصف، ولكن الصواب والله أعلم أن سد الفرج مقصود لذاته لا لأجل كونه وسيلة فقط لتسوية الصف، وذلك للأحاديث التي فيها أن هذه الفرج تقف فيها الشياطين، وقد رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه الفرج من وراء ظهره، وقد كان لا يرى من وراء ظهره إلا في الصلاة، فأنكر الفُرَجَ عليهم، فدل ذلك على أن الفرج منهي عنها من أول الصلاة إلى آخرها، وليس فقط عند تسوية الصفوف في بداية الصلاة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير