[صحيح المأثور من فضائل العمرة والحج المبرور]
ـ[الدسوقي]ــــــــ[02 - 01 - 04, 01:15 م]ـ
السعي المشكور والذنب المغفور في جمع صحيح المأثور من فضائل العمرة والحج المبرور وزيارة مسجد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
?
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ?.
{يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ?، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار 0
أما بعد؛
فإن الحرمين الشريفين – مكة وطَيْبة- زادهما الله تكريما وتشريفا وتعظيما وبرًّا وهيبة، قد خصّهما الله بخصائص جليلة، وفضائل كثيرة؛ فمكة أم القرى والبلد الأمين، أقسم الله تعالى بها في كتابه مرتين (1)، وقال فيها رسوله ?: "والله إنكِ لخيرُ أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله000" (2)
..............................................
(1) في سورة البلد (1)، والتين (3)
(2) رواه أحمد (4/ 305) والترمذي (3925) والنسائي في الكبرى (4252، 4253) وابن ماجه (3108) وابن حبان (1025 موارد) والحاكم (3/ 7) عن عبد الله بن عدى ابن الحمراء، وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو كما قال، وصححه أيضاً ابن خزيمة والحاكم، ورواه البزار (1156، 1157 أستار) والنسائي في الكبرى (4254) وأبو يعلى (5954) والطبراني في الأوسط (454) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وسنده حسن لكن الأول أصح وهو المحفوظ كما قال أبوحاتم والترمذي والبيهقي وابن كثيروغيرهم.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[02 - 01 - 04, 01:24 م]ـ
وقال: " ما أطْيَبَكِ من بلدة وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرك " (1)، وهي الحرم الذي من دخله كان آمنا، وبها قبلة الناس أحياء وأمواتاً، وأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله، فيها آيات بينات كالحجر الأسود، والمقام، وزمزم، والصفا والمروة، ومنى، والمشعر الحرام. كلما أتاها - من كل فج عميق - الحجاج والمعتمرون،والطائفون والعاكفون،والراكعون والساجدون، عادوا إلى أوطانهم أشد شوقا وأعظم رغبة في العود إليها، فهم آيبون تائبون عابدون لربهم حامدون، يتركون الأوطان، ويفارقون الأهل والخلان، وينفقون الذهب والأثمان، ويستجيبون لنداء الرحمن، ولسان حالهم كما قال الشاعر:
فقلتُ للائمي أَقْصِرْ فإني
سأختارُ المَقام على المُقام (1)
وأُنفِقُ ما جمعتُ بأرض جَمْعٍ
وأَسلو بالحَطيمِ عن الحُطامِ (2)
وأما طَيْبَة الطيّبة؛ فعُقْر دار الإسلام، ومستقر الرسول عليه الصلاة والسلام، ومثواه هو وصحبه الكرام -رضي الله عنهم -، تنفي خبثها و ينصع طيبها، لا يصبر أحد على لأوائها (1) إلا كان الرسول ? شفيعا له يوم القيامة وشهيدا، حرَّمها النبي ? من عَيْر إلى ثَوْر (2) وحماها، ودعا الله أن يجعل فيها مع البركة بركتين،فآتت أكلها ضعفين، فيها الروضة الشريفة وهي من رياض الجنة،
........................
(1) رواه الترمذي (3926) وقال حسن صحيح غريب، وابن حبان (3701إحسان) والحاكم (1/ 486) والطبراني في الكبير (10624، 10633) وأبو يعلى (2662) والبيهقي في الشعب (7/ 3724) عن ابن عباس، وصححه الحاكم -وأقره الذهبي-، والضياء في المختارة (10/رقم 216 - 218) وهو كما قالوا.
(1) الأول بفتح الميم وهو مقام إبراهيم والثاني بضمها والمراد الإقامة في الأوطان0
(2) الحطيم هو ما بين الحجَر الأسود وزمزم والمقام والحِجْر وهو وجه الكعبة، وقيل هو الحِجْر، وقد بينته مفصلا في كتابي التعريف بالحرم الشريف، والحطام هو متاع الدنيا الزائل.
(1) نقص الأموال والثمرات والمراد ألا يتحول عنها إلى غيرها من الأمصار طلبا لمتاع الدنيا.
¥