[ماذا تقولون في هذا الكلام لابن رجب]
ـ[أبو منال]ــــــــ[18 - 12 - 03, 01:08 ص]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في "فضل علم السلف على الخلف":
ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة. وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره. والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل: ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها: وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك إنما الإقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك. ومالك. والثوري والأوزاعي. والشافعي. وأحمد. واسحق. وأبي عبيد. ونحوهم.
هل علينا إمرار آيات الصفات وأحاديثها من غير
- تفسير
- ولا تكييف
- ولا تمثيل
- ولا ضرب مثل من الامثال لها
- ولا خوض في معانيها؟
وهل من رابط بين كلام ابن رجب وقول الامام أحمد رحمه الله عندما سال عن ايات الصفات: "ولا كيف ولا معنى"؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 12 - 03, 04:00 ص]ـ
ابن رجب لم يقل لاتذكر معانيها، وإنما نهى عن الخوض في معانيها، كما كان يفعل مقاتل وأصحابه، وهؤلاء رموا بالتشبيه وزعموا أنهم كانوا يقولون يد كيدي ونحو ذلك.
========================================
وأرجو مراجعة الرابط التالي للاستزادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3271&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+and+%C7%E1%D5%DD%C7%CA
قال اللامي:
قال الإمام إسحاق بن راهوية رحمه الله تعالى في ما رواه عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه ((السنة)):
((و لا يعقل نبي مرسل و لا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك و تعالى، (فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد).
و ذلك أن الله تعالى وصف من صفاته قدر ما تحتمله عقول ذوي الألباب، ليكون إيمانهم بذلك، و معرفتهم بأنه الموصوف بما وصف به نفسه، و لا يعقل أحد منتهاه و لا منتهى صفاته.
و إنما يلزم المسلم أن يثبت معرفة صفات الله بالاتباع و الاستسلام كما جاء، (فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول: إنما أصف ما قال الله و لا أدري ما معاني ذلك)، حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية: يده نعمة، و يحتج بقوله: ((أيدينا أنعاما)) و نحو ذلك فقد ضل سواء السبيل)).
انظر ((التسعينية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (طبعة مكتبة المعارف، 2/ 423).
و نخلص من كلام إسحاق رحمه الله إلى أن من أطلق من العلماء المتقدمين القول عن الصفات ((بلا كيف، و لا معنى)) إنما يعني بنفي المعنى هنا هو: نفي الإدراك التام للصفة كما في النقل السابق عن إسحاق رحمه الله.
و إلا فالأئمة ينكرون على أهل التفويض تفويضهم كما هو قول إسحاق: ((فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول إنما أصف ما قال الله و لا أدري ما معاني ذلك)).
و ذلك لأن المفوضة لمعاني الصفات إنما فوضوا لأنهم ظنوا أن معاني الصفات فيها ما هو باطل في حق الله تعالى ففوضوها - و هذا نتيجة أنهم أثبتوا معنى ما لهذه الصفات شعروا أم لم يشعروا - و لذلك تجد إسحاق رحمه الله يقول عن هذا المفوض: ((حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية، يده نعمة)).
وقال أبوعبدالله الريان:
وهذا الذي نقلته عن السلف رحمهم الله يخطئ في فهمه بعض الناس وينسبون إليهم خطأ القول (بالتفويض) الذي هو شر من (التعطيل).
والحق أن معاني نصوص (صفات الله تعالى) معلومة، أما كيفيتها فلم يقل أحد من الأنبياء والمرسلين ولا أتباعهم من المؤمنين أن (ذلك معلوم).
كما قال الإمام عبدالعزيز بن الماجشون والإمام أحمد وغيرهما من السلف قالوا: (إنالا نعلمُ كيفيةَ ما أخبرَ اللهُ عن نفسهِ وإن كُنا نعلم تفسيرَه ومعناه)
[درء تعاض العقل والنقل (1/ 207)].
¥