ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 08:16 م]ـ
فصل
قال المؤلف في (ص145): "ومعلوم عند علماء الكلام أن الزيدية لا يمنعون أن يكون الإمام من غير ولد الإمام زيد، ومن ثم كان من أئمتهم: الإمام علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط، والإمام محمد بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن السبط وإخوانه: الإمام إبراهيم والإمام يحيى والإمام إدريس فاتح المغرب في آخرين".
قال أبو محمد: كتاب الشيخ التليدي "أهل السنة والشيعة بين الاعتدال والغلو" كتاب جليل مفيد، وهو دليل واضح على تراجعه عما كان عليه شيخه ابن الصديق، وكان هو عليه في مرحلته الأولى، وهو فيه يمدح كتاب ابن تيمية "منهاج السنة" ويجعله من أفضل من رد على الرافضة، مع أن ابن الصديق كان كثير الذم لهذا الكتاب كما في "البرهان الجلي" له.
أما ما ذكره المؤلف عن الزيدية فهو صحيح. وأحب أن أزيده وضوحا:
فالزيدية هم: آل البيت وشيعتهم الذين يرون الخروج المسلح على أيمة الجور أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر لإقامة العدل وإرجاع الشورى التي ألغاها بنو أمية لما انتزعوا الحكم من الأمة.
وهم يرون أن كل علوي فاطمي مجتهد عدل قام بسيفه لإقامة الدين فهو إمام واجب الطاعة.
وعلى ذلك؛ لا يشترطون كونه من ذرية الإمام زيد بن علي عليه السلام. فقد التفوا بعده حول ابنه يحيى، ثم حول محمد بن عبد الله بن الحسن المعروف بالنفس الزكية، وهو جد الأشراف العلويين بالمغرب، وخرج معه أخوه إبراهيم بالبصرة ونصرهما الإمامان مالك وأبو حنيفة رحمهما الله تعالى.
ثم التفوا حول الحسين بن علي بن الحسن المثلث، وهو المعروف بالفخي، وكان معه جدنا الإمام إدريس بن عبد الله، فلما قتل الفخي هاجر الإمام إدريس للمغرب وهاجر أخوه الإمام يحيى لليمن ثم خرج للديلم، ويقال إن الإمام الشافعي كان من دعاته، وبسبب ذلك كاد يقتله هارون "الرشيد" لولا دفاع الإمام محمد بن الحسن الشيباني عنه.
ثم تمكن الداعي الحسن بن زيد من تأسيس دولة في بلاد الديلم، وكان من أعظم أيمتها الناصر الأطروش، وهو من ذرية عمر الأشرف بن علي بن الحسين.
وتمكن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي من تأسيس دولة باليمن، كما أسس إدريس بن عبد الله دولة بالمغرب.
وقد كان الزيدية الأول على عقائد السنة، كما يذكر اللالكائي نصوصهم، أعني نصوص كبار أيمة آل البيت في الإيمان والقدر والصفات، والترضي عن الصحابة وتفضيل الشيخين، وكما يذكر ذلك غيره. لكن حدث لهم الانحراف شيئا فشيئا باختلاطهم بالمعتزلة وغلوهم في التشيع حتى سبوا جماعة من الصحابة، وترك جماعة منهم الترضي على الشيخين رضي الله عنهما.
فلما ظهر الإمام ابن الوزير الحسني – رحمه الله تعالى – المتوفى سنة 840هـ وكتب "العواصم من القواصم" وغيره من الكتب، هدى الله على يديه جماعة، وأسس منهاجا جديدا في المدرسة الزيدية، قوامه العمل بالسنة ونبذ التعصب المذهبي والتقليد. ومن ثمارها: صالح بن مهدي المقبلي صاحب "العلم الشامخ"، والحسن الجلال صاحب "ضوء النهار" وابن الأمير الصنعاني والشوكاني ... وغيرهم. رحمهم الله أجمعين.
أما الزيدية اليوم؛ فمنهم المعتدلون المتأثرون بهذه المدرسة، وكثير منهم مع "التجمع اليمني للإصلاح"، ومنهم غلاة قريبون من الرافضة الإمامية، ومنهم بين ذلك. وجميعهم في اليمن خاصة المناطق الجبلية.
خاتمة
إلى هنا انتهى بنا قلم التعليق، ووصل بنا مداد التنسيق، في معلومات متفرقة، وملاحظات لشتى الفنون متطرقة، قصدت بها توضيح الأمور، ضاعف الله لنا الأجور.
وأسأله سبحانه أن يغفر لي وللشيخ وللمؤلف، والله يفرج عني ويفك سراحي وسراح من حولي من المظلومين من أهل الإسلام. والحمد لله وصلى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 01 - 06, 09:36 م]ـ
للرفع ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيرًا .. ووفقني وإياكم والمسلمين لمايُحب ويرضى.
فوائد حسَنة من الحسَن.
لي تعقيب وفائدة:
1 - قوله: (والشيخ ابن عبد الوهاب قد كان عنده نوع غلو وتضييق للعذر بالجهل، وأصحابه كانوا على أصناف، ومنهم من كان لا يعذر بالجهل في أمور التوحيد). هذا اتهام غير مقبول؛ لأن البينة على المدعي. وبودي لو قرأ الشيخ رسالة " منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب في مسألة التكفير " للأخ أحمد الرضيمان، بإشراف الشيخ ناصر العقل. (طبع دار الفضيلة بالرياض)؛ لعله يُعيد النظر في قوله " العمومي " السابق.
2 - قوله: (وقد كان الزيدية الأول على عقائد السنة، كما يذكر اللالكائي نصوصهم، أعني نصوص كبار أيمة آل البيت في الإيمان والقدر والصفات، والترضي عن الصحابة وتفضيل الشيخين، وكما يذكر ذلك غيره. لكن حدث لهم الانحراف شيئا فشيئا باختلاطهم بالمعتزلة). يؤكد هذا صاحب رسالة " تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة " الأخ عبداللطيف الحفظي.
نفع الله بكم.
¥