(2) أبو حنيفة: الإمام النعمان بن ثابت بن زوطى بن ماه التيمي مولاهم الكوفي التابعي ولد سنة 80 هـ فقيه العراق وإمام من الأئمة الأعلام، إمام مدرسة الرأي في عصره، وأحد الأئمة الأربعة المتبوعين، اتفق الفقهاء على تقدمه في الفقه والعبادة والورع كان لا ينام الليل بل كان يحييه صلاة وتضرعاً ودعاءً، وروي أنه قرأ القرآن كله في ركعة واحدة، قال ابن المبارك: ما رأيت رجلاً أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً من أبي حنيفة، وكان يصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة، وكان يختم القرآن كل ليلة عند السحر، قال القاسم بن معن: أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى ? بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ? (القمر: آية 46) ويبكي ويتضرع إلى الفجر، قال أبو يحيى الحماني: سمعت أبا حنيفة يقول رأيت رؤيا أفزعتني: رأيت كأني أنبش قبر النبي ? فأتيت البصرة فأمرت رجلا يسأل محمد بن سيرين فسأله فقال هذا رجل ينبش أخبار رسول ?، قال عبد الله بن المبارك: لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان لكنت كسائر الناس، قال الشافعي: قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة قال نعم، رأيت رجلاً لو كلمته في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته، قال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال يحيى بن سعيد القطان: لا نكذب على الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله، وقال ابن عبد البر: الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه، والذين تكلموا فيه من أهل الحديث أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي والقياس، وكان يُقال: يستدل على نباهة الرجل من الماضي بتباين الناس فيه، قال أبو حنيفة ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة اخترنا، وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال،
من شيوخه عطاء بن أبي رباح، والشعبي، وطاووس،
ومن تلاميذه محمد بن الحسن الشيباني، وأبي يوسف، وإبراهيم بن طهمان، توفي سنة 150هـ.
ومن آثاره المسند والفقه الأكبر،
انظر: الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء لابن عبد البر ص 183 - 328، وسير أعلام النبلاء رقم (163) 6/ 390 ـ 403،
والجواهر المضية في تراجم الحنفية للقرشي 1/ 9 - 63، والدرر المختار 1/ 62 - 63، وطبقات الفقهاء للشيرازي ص 86، والبداية والنهاية 10/ 107.
(1) انظر: بدائع الصنائع 2/ 532، والبناية شرح الهداية 2/ 130.
(2) الشافعي: هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس المطلبي القرشي الشافعي ولد سنة 150هـ، أحد أعلام الإسلام والحفاظ الأفذاذ صاحب سنة وأثر، أحد الأئمة الأربعة المتبوعين، قال أحمد بن حنبل: أفقه الناس في كتاب الله وسنة رسوله ?،
من شيوخه مالك بن أنس إمام دار الهجرة، ووكيع بن الجراح، وإبراهيم بن سعد الأنصاري، ومن تلاميذه أحمد بن حنبل، والربيع بن سليمان، ويوسف البويطي، توفي سنة 204هـ،
ومن آثاره الأم وكتاب الرسالة والمسند واختلاف الحديث.
انظر:الأم 1/ 1 ـ 3، وحلية الأولياء 9/ 63، والبداية والنهاية 10/ 3\ 251،
وسير أعلام النبلاء 10/ 5 - 98.
(3) انظر: المجموع 3/ 269، ونهاية المحتاج 1/ 548.
(4) مالك بن أنس إمام دار الهجرة: هو أبو عبد الله، مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي، الحميري المدني ولد سنة 93هـ، في سنة وفاة أنس بن مالك خادم رسول الله ?، أحد أعلام الإسلام، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة المتبوعين.من شيوخه نافع ومحمد بن شهاب الزهري وابن المنكدر وربيعة بن عبد الرحمن،
ومن تلاميذه عبد الرحمن بن القاسم العتقي وعبد الله بن وهب والقعنبي، توفي سنة 179هـ على الأصح.
ومن آثاره الموطأ ورسالته لهارون الرشيد وفتاواه التي جمعها سحنون عن ابن القاسم وأطلق عليها اسم المدونة الكبرى.
انظر: سير أعلام النبلاء 8/ 48 - 49، والديباج المذهب 1/ 82، وتقريب التهذيب رقم الترجمة (6465) ص 319، ومعجم المؤلفين رقم (11309) 3/ 9.
(4) انظر: حاشية الشرح الكبير 1/ 250، والمنتقى للباجي 1/ 281، والمدونة 1/ 74، والتاج الإكليل 1/ 536، 541، وشرح الزرقاني 1/ 454.
¥