تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإنما كان التحذير من الثقة بالنفس، إذا شابهت ثقة الكافر الفاجر بنفسه، كما في قوله تعالى: {قال إنما أوتيته على علم عندي}، وقوله تعالى {إنما أوتيته على علم}، بل حتى في التلفظ بلفظ "المشيئة" في الإيمان، هو جائز عند الحنابلة كما ذكره صاحب مختصر التحرير، لئلا ينسب إيمانه أولاً وآخراً إلى فعل نفسه، و يعترف بأثر فضل الله عليه كما في قوله تعالى {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان}

والمسألة أيضاً لها تعلق بمسائل القدر، بنوعيه، الكوني والشرعي. وسيطول المقام بذكرها.

بل ثبت في الحديث القدسي أن الله تعالى: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدى نصفين)) الحديث، وفيه إشارة إلى توكيل العبد للقيام بالنصف الآخر، وهذا يتطلب درجة من الثقة بالنفس تدفعه للقيام بنصفه لينال بذلك النصف الآخر ((ولعبدي ماسأل))، ومثله حديث معاذ في حق العبد على الله وحق الله على العبد، ولو لم يكن للعبد قدراص من الثقة بنفسه لما قام بما أمره الله به على الوجه المجزيء، على أقل تقدير.

والخلاصة أن العبد ليس منزوع الإرادة ليثق بنفسه، كما أنه ليس بممنوع شرعاً من الثقة في نفسه بشرطين:

1 - أن لا تتمحض الثقة خالصة بنفسه ولنفسه، فينصرف بالكلية عن المسبب للأسباب.

2 - أن لا ينفرط عقد الثقة إلى درجة تجرئه على معصية الله تعالى وارتكاب محارمه، فقد يكون الرجل واثقاً بالله أيضاً، ومع ذلك يستعين بهذه الثقة على معصية الخالق! مثل من يستعين بالرخصة على تحصيل المعصية، ومثل له الفقهاء بسفر المعصية مثلا، فلا تستباح عند الحنابلة به رخصة القصر. قهنا لم ينفعه أمله بالله أن يتقبل منه إتيان رخصه، مع أنه تعالى يحب أن تؤتى، والأمثلة كثيرة.

قال المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم = = وتأتي على قدر الكريم المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها = = وتصغر في عين العظيم العظائم

ثم يصف ثقة سيف الدولة بنفسه:

يكلّف سيف الدولة الجيش همّه = = وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

إلى أن قال - وهي القاصمة! -:

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة = = ووجهك وضاح وثغرك باسم!

ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[22 - 01 - 06, 03:56 م]ـ

جزيتما خيرا

ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:36 ص]ـ

أين أجد كتاب عجز الثقات فى مصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ او هل قام احد برفعه على الشبكة

ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[01 - 03 - 10, 11:09 ص]ـ

وهل النفس (الاسلامية) تعادل النفس (لدى علماء النفس) ...

ثمة فروق ... يجب ان يذكرها علماء علم النفس (ويدرس الاطباء علم النفس والطب النفسي) ...

ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[02 - 03 - 10, 12:32 ص]ـ

ماذا تعني ثقة المسلم بنفسه وهل تتعارض مع حاجته لربه تعالى؟

كيف يمكن لمسلم ليس لديه ثقة بنفسه أن يزيد من ثقته بنفسه؟ لقد حاول أن يعمل أموراً عديدة ولكنه لم يتغلب على عصبيته أثناء الكلام مع الناس.

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

الثقة بالنفس أمرٌ مكتسب يحتاج المسلم أن يتعرف على طرق تحصيله ليكون من أهله، ولكن ينبغي عليه أولاً: التفريق بين الثقة بالنفس، والغرور، فالثقة بالنفس تعني الشعور بما وهبك الله إياه من الصفات الحسنة، والعمل من خلالها على ما ينفعك، فإن أسأت استعمالها أصابك الغرور والعُجب، وهما مرضان مهلكان، وإن أنت أنكرتَ تلك النعم التي أنعمها عليك، والصفات الحسنة التي وهبك الله إياها: أصابك الكسل، والخمول، وخيبت نفسك، وأضعت نعم الله عز وجل عليك. قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس /9 - 10

كما يجدر التنبيه على مسألة مهمة، وهي أن ثقة المسلم بنفسه لا تعني عدم حاجته لربه تعالى ليوفقه ويسدده، ولا تعني - كذلك - عدم حاجته لإخوانه ولعامة الناس، لينصحوه، ويرشدوه، وهذا الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه تعالى به، وهو " أن لا يكِلَه لنفسه، ولو طرفة عيْن "!.

عَنْ أبي بَكرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) رواه أبو داود (5090) وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير