تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

83. منهم من يقول إن المراد بدفنها نقلها عن المسجد والجامع بين النقل والدفن إخفاؤها عن النظر لأن منظرها مؤذي فإذا نقلت عن المسجد فهذه كفارتها لكنه قول يرده صريح الحديث فإذا دفنت ولو في المسجد كُفِّرت هذه الخطيئة وعلى الإنسان ألا يرتكب الخطيئة أصلاً.

84. جاء عن أبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة المشهود لهم بالجنة كما في سنن سعيد بن منصور ومصنفي ابن أبي شيبة وعبد الرزاق أنه تنخم في المسجد ليلةً فنسي أن يدفنها حتى رجع إلى منزله فأخذ شعلةً من نار ثم جاء فطلبها وبحث عنها - والبحث عن مثل هذه في الظلام يصعب – حتى وجدها بعد أن تعب في طلبها ثم دفنها وقال (الحمد لله حيث لم تُكتَب علي خطيئة الليلة) يعني هي كتبت خطيئة لكنها محيت بالكفارة وهي الدفن.

85. حديث أنس (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد): المعنى (حتى يتفاخر الناس بالمساجد) وقد وقع كما أخبر فكثير من التباهي وقع بلسان الحال ووقع منه ما وقع بلسان المقال وكل هذا من علامات الساعة وهو من أعلام النبوة لوقوعه كما أخبر.

86. السرف والبذخ في بناء المساجد من القرائن على أن النيات مدخولة وأهل العلم يقررون أن من بنى مسجداً وكتب عليه (مسجد فلان بن فلان) أن هذا هو حظه من الأجر وليس له إلا ما قد قيل من أن فلاناً بنى هذا المسجد وهذا يكون إذا قصد من البناء التباهي نسأل الله العافية.

87. الأصل أن من يبني المسجد يبنيه لله وأن يخفي عمله والأمور بمقاصدها فلو قصد من إظهار ذلك أن يقتدي به الناس فهذا له حكم آخر لأن الناس مجبولون على تقليد بعضهم بعضاً والغيرة من بعضهم على بعض وقد يدخل هذا في المسابقة المأمور بها والمسارعة التي جاء الحث عليها والمنافسة التي جاء فيها (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).

88. التباهي معناه هنا تفاعل بأن يحصل بين طرفين أو أكثر وقد يحصل التفاعل من طرف واحد.

89. هذا الذم يتجه إلى من عمر المسجد أو صارت له يد في المسجد أو يرجو ثواب هذا المسجد فلو حصل التباهي من جماعة المسجد الذين ليست لهم يد في بناءه فلا علاقة له بالإخلاص لأن للطرف الآخر أن يبطل هذا التباهي بحجة أنهم ليست لهم يد في المسجد بل بناه لهم أحد المحسنين.

90. حديث ابن عباس (ما أمرت بتشييد المساجد): علقه البخاري بصيغة الجزم موقوفاً على ابن عباس والحديث صحيح.

91. المعنى العرفي للتشييد هو رفع البناء لكن المقصود به هنا هو تزيين المساجد بالشِّيد وهو الجِص وفي حكمه الألوان.

92. كان مسجده عليه الصلاة والسلام مبني باللَّبِن والطين وسقفه من الجريد وأعمدته من جذوع النخل وارتفاعه تمسه اليد فهذا هو المسجد يُكِنُّ من الحر والقر. أبو بكر لم يزد فيه شيئاً وزاد فيه عمر وبناه بنفس المواد التي بني بها المسجد في البناء الأول وعثمان وسع المسجد لكنه أدخل عليه بعض التحسينات التي يقول أهل العلم أنها لا تدخل في حيز المنهي عنه.

93. الحديث ظاهر في المنع من التشييد والرفع والزخرفة. ابن عباس يقول (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى) وله حكم الرفع وقد حصل.

94. السبب في المنع من ذلك أن هذه الأمور تشغل المصلي عن صلاته.

95. حديث أنس (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد): لما كان التلويث بالبصاق خطيئة كان التنظيف حسنة وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب فتنظيف المساجد أمر مطلوب لكن حديث الباب ضعيف فالقذاة تطلق على أدنى شيء يلوث المسجد حتى قال أهل العلم إن المعتكف إذا أراد أن يقلم أظفاره فليخرج من المسجد لئلا يقع شيء من أظفاره في المسجد وهو لا يشعر به.

96. جاء في الخبر أن تنظيف المساجد مهور الحور العين وإن كان في الحديث ما فيه.

97. حديث أبي قتادة (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين): هذه هي تحية المسجد والجمهور على أنها سنة وقال أهل الظاهر بوجوبها وقد ذكر أهل العلم من الصوارف حديث الثلاثة الذين دخلوا والنبي عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه وحديث من دخل والإمام يخطب.

98. تحية المسجد مربوطة بسبب وهو دخول المسجد.

99. الرجل الذي دخل وتخطى الرقاب يوم الجمعة قال له النبي عليه الصلاة والسلام (اجلس فقد آذيت) ولم يأمره بأن يصلي الركعتين والاحتمال قائم في أنه صلاهما في آخر المسجد ورآه النبي عليه الصلاة والسلام يصليهما ثم قام وتخطى رقاب الناس ولذا لما دخل أبو ذر المسجد قال له النبي عليه الصلاة والسلام (ركعت ركعتين؟) قال (لا) قال (قم فاركعهما) والمقصود أن هذه الصلاة من آكد الصلوات.

100. مسألة ذوات الأسباب وأوقات النهي بُحِثت في شرح باب المواقيت فلتُرَاجَع هناك.

101. سئل الشيخ محمد رضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية هل هو أعلم من الأئمة الأربعة أم هم أعلم منه؟ فأجاب بجواب موفق فيما أحسب فقال: باعتبار أن شيخ الإسلام تخرج على كتب الأئمة الأربعة وكتب أتباعهم فلهم الفضل عليه من هذه الحيثية وباعتباره جمع بين ما قالوه وأحاط بما كتبوه فهو من هذه الحيثية أشمل منهم علماً.

102. قال الحافظ ابن رجب في كتابه النفيس فضل علم السلف على الخلف: من فضل عالماً على آخر بكثرة الكلام فقد فضل الخلف على السلف لأن من طريقة السلف الإيجاز في القول.

103. في المسائل التي لا تحتاج إلى بسط لا شك أن الوضوح مع الاختصار أفضل من البسط وهذه هي طريقة السلف لكن المسائل الشائكة تحتاج إلى بسط وإيضاح. شيخ الإسلام سئل سؤالاً فأجاب في أكثر من مئتي صفحة فلا يقال إنه على طريقة الخلف لأن كل كلامه مفيد يحتوي على الآيات والأحاديث ومدعوم بفهم السلف للنصوص.

104. جميع من ينتسب إلى العلم لا سيما علم الحديث في الأزمان المتأخرة عيالٌ على الألباني رحمه الله وعلى كتبه ولا يعني هذا أنه معصوم لكن يُحفَظ له حقه وتُحفَظ له مكانته.

تم الشروع في تقييد فوائد هذا الشرح المبارك ليلة السبت الثامن والعشرين من صفر عام ثمانيةٍ وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية المباركة, وتم الفراغ من تقييد فوائده بعد زوال شمس يوم الأحد التاسع والعشرين من صفر, وكان ذلك قرب برلين في مدينة من مدن الكفار الحقيرة يقال لها (درسدن) بألمانيا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير