• كلام حول خروج نساء الصحابة للجهاد (2/ 116): قال شيخنا الشبيهي في " الفجر الساطع ": قال القرطبي على قوله: " يداوي الجرحى " أي أنهن يهئين الأدوية للجراح ويصلحنها ولا يلمسن من الرجال ما لا يحل ثم أولائك النساء إما متجالات " أي كبيرات " فيجوز لهن كشف وجههن، وأما الشواب فيحتجبن، وهذا كله على عادة نساء العرب في الانتهاض والنجدة والجرأة والعفة، وخصوصاً نساء الصحابة فإن اضطر لمباشرتهن بأنفسهن جاز والضرورات تبيح المحظورات، وقال ابن زكريا في هذا الحديث معالجة الأجنبية للرجل للضروات ا. هـ
• كلام المحققين على حديث الجارتين اللتين كانتا تغنيان عند عائشة " (2/ 126):
قال ابن الجوزي: " تلبيس إبليس " (ص 277): والظاهر من هاتين الجاريتين صغر السن لأن عائشة كانت صغيرة وكان رسول الله يسرب إليها الجواري فيلعبن معها، ثم ذكر بعض طرق هذه القصة، وما كانوا يغنون فيه، قال: فقد بان بما ذكرنا ما كانوا يغنون به، وليس مما يطرب ولا كانت دفوفهن على ما يعرف اليوم. وقال النووي في " شرحه على مسلم " (6/ 182)، وقول عائشة: " وليستا بمغنيتين " معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان به، وليستا ممن يتغنى بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل، وليستا ـ أيضاً ـ ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن، ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسباً والعرب تسمى الإنشاد غناءً .....
ونحوه للقسطلاني في " الإرشاد، وغيره.
• من معاني الغناء في الزمن الأول؛ رفع الصوت بالشعر العربي مع التلحين (2/ 136):
قال ذكر ابن عبد البر في " الاستيعاب " (1/ 135)، وابن قدامة في " الاستبصار " في ترجمة خوات بن جبير الصحابي المعروف قال: خرجنا حجاجاً مع عمر بن الخطاب فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف، فقال القوم: غننا من شعر ضرار فقال عمر: دعوا أبا عبد الله فليغن من بنيات فؤاده يعني من شعره قال: فما زلت أغنيهم حتى كان السحر فقال: عمر ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا.
وفي " الصحيح " عن بلال: أنه رفع عقيرته ينشد شعراً، قال ابن بطال في شرح على " الصحيح " (ج/ 161): ففيه من المعانى جواز هذا النوع من الغناء، وهو نشيد الأعراب للسفر بصوت رفيع.
قال الطبرى: وهذا النوع من الغناء هو المطلق المباح بإجماع الحجة، وهو الذى غنى به فى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يَنْهَ عنه، وهو الذى كان السلف يجيزون ويسمعون، وقال عروة بن الزبير: نعم زاد الراكب الغناء نصبًا، وقال عمر بن الخطاب: الغناء من زاد الراكب، وقال الطبرى: وإنما تسميه العرب النصب لنصب المتغنى به صوته وهو الإنشاد له بصوت رفيع.
• نقد من قال إن إنشاد أهل المدينة للنبي الأبيات المشهورة " طلع البدر علينا " عند هجرته (2/ 130): قال وفي الكلام على غزوة تبوك من " المواهب " ولما دنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المدينة خرج الناس لتلقيه وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن: " طلع البدر علينا ". وقد وهم بعض الرواة فقال: إنما كان هذا عند مقدمه المدينة، وهو وهم ظاهر لأن ثنيان الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يراها إلا إذا توجه إلى الشام.
وقال الزرقاني: لا مانع من تعدد وقوع هذا الشعر مرة عند الهجرة ومرة عند قدومه من تبوك، فلا يحكم بغلط ابن عائشة لأنه ثقة.
• الفرق بين حجر ثمود، وبين أسواق الجاهلية كعكاظ حيث أسرع النبي ? لما دخل الحجر، والأسواق أطال فيها المكث (2/ 163): قال البدر الدماميني في " المصابيح " يتساءل عن الفرق بين حجر ثمود، وبين أسواق الجاهلية حيث أسرع النبي ? لما دخل الحجر، وأمرهم أن لا ينتفعوا بشيء منه حتى لا يأكل العجين الذي عجنوه بالماء، والأسواق الجاهلية طال مكثه فيها، والانتفاع بها؟
الجواب: أن أهل الأسواق لم يتعاطوا فيها إلا البيع المعتاد، وأما ثمود فإنهم تعاطوا عقر الناقة والكفر بالله ورسوله ونزلت النقمة هناك فهذا فرق ما بينهما.
ولمزيد بحث عن هذه الأسواق يراجع " فتح الباري " لابن حجر (3/ 594، 8/ 671).
• من (ص 168حتى ص 186): تكلم بكلام نفيس عن القرآن الكريم: " إعجازه، وبلاغته، وشموليته، وأسلوبه، وكلام فطاحل الفرنج عن هذا القرآن الكريم، والنبي ?. يستحسن قراءته المرة بعد المرة.
• استحالة التعارض بين القرآن والسنة، وأن كل ما صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فله أصل في القرآن (1/ 199): قال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا وجدت مصداقه في كتاب الله، وقال ابن مسعود: إذا حدثكم بحديث أبنأتكم بتصديقه من كتاب الله، وقال برهان الدين: ما قال صلى الله عليه وسلم إلا وهو في القرآن، أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمي عنه من عمي، وكذا كل ما حكم به أو قضي به، وإنما يدرك الطالب من ذلك بمقدار اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه ............ وذكر كلاما طويل في هذا المعنى، ثم قال ولي جدنا من قبل الأم أبي الفيض حمدون ابن الحاج بقلمه: أنه كان يدرس الصحيح ويبين في كل باب أصله من الكتاب.
ولابن برهان المعروف بأبي الرجال كتاباً أفرده قصد به استخراج أحاديث صحيح مسلم فيما من كتاب الله فتارة يريك الحديث من آية، وتارة من فحواها، وتارة من إشارتها.
==================
¥