تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الوصايا الرمضانية قبل دخول رمضان, للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله-]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 04:13 م]ـ

المجيب هو الشيخ العلامة الدكتور: محمد بن محمد المختار بن أحمد مزيد الشنقيطي - المدرس بالحرم النبوي الشريف وجامع الملك سعود.

ـــــــــ

فضيلة الشيخ هلاّ تفضلتم بكلمة حول قدوم شهر رمضان وما ينبغي على المسلم في هذا الشهر المبارك. أثابكم الله؟

الجواب:

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلّغنا رمضان، وأن يكتب لنا فيه الرحمة والعفو والصفح والغفران، وأن يوفقنا فيه للهدى والبر والإحسان.

ولاشك أنها من نعم الله سبحانه وتعالى على العبد أن يطول عمره ويحسن عمله؛ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((خيركم من طال عمره وحسن عمله)).

فالمؤمن لا يرجو من بقائه في الحياة إلا زيادة الخير؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((واجعل الحياة زيادة لي في كل خير)) وندب أمته في كل صلاة أن يستعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات، فإذا وفق الله العبد ويسر له بلوغ رمضان؛

فليكن أول ما يكون منه أن يحمد الله سبحانه وتعالى على نعمته وجميل فضله وجليل منته، ويسأله سبحانه أن يبارك له في هذه النعمة؛ لأنك إذا شكرت نعمة الله؛ بارك الله لك فيها، ولما غفل الناس عن شكر الله؛ سلب الله الكثير بركة النعم. فاحمد الله إذا بلغت رمضان فانظر إلى مقدار نعمة الله عليك حتى تحس بفضل هذا الشهر، ويمكنك بعد ذلك أن تقوم بحقه وحقوقه.

تذكّر الميت الذي كان يتمنى بلوغ رمضان، والله أعطاك الحياة، وأمد لك في العمر .. !!

وتذكّر المريض الذي يتأوه من الأسقام والآلام والله أمدك بالصحة والعافية .. !!

فتحمد الله من كل قلبك، وبملء لسانك، فتقول: الحمد لله الذي يسر لي وسهل لي، اللهم بارك لي في هذا الشهر، وأعني فيه على طاعتك ونحو ذلك من سؤال الله الخير.

ثانيا: أن تدخل هذا الشهر بنية صادقة خالصة وعزيمة قوية على الخير، فكم من عبد نوى الخير فبلّغه الله أجره ولم يعمل به، حيل بينه وبين العمل العذر، فقد يكون الإنسان في نيته أن يصوم ويقوم فتأتي الحوائل أو تأتي آجال أو تأتي أقدار تحول بينه وبين ما يشتهي، ويسأل الله العظيم يكون في قلبه وقرارته أن ينوي الخير وأن يفعل الخير وأن يكون هذا الرمضان صفحات بر وإقبال على الله وإنابة إليه، وإذا نويت ذلك وحال بينك وبين ذلك شيء من الأقدار والآجال؛ كتب الله لك الأجر، وكتب الله لك الثواب؛ كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((حبسهم العذر)).

أما الوصية الثالثة: فيا حبذا ويا طوبى لمن استقبل هذا الشهر بالتوبة إلى الله والإنابة إلى الله، فإن الله يحب التوابين، والله يفرح بتوبة عبده فيدخل إلى شهر رمضان، منكسر القلب، منيبا إلى الله -جل وعلا- يحس بعظيم الإساءة، وعظيم التقصير والتفريط في جنب الله، ويقول بلسان حاله ومقاله: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، فإذا استقبلت رمضان وأنت منكسر القلب؛ غيرت ما بك فغير الله حالك {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم} والسبب في استقبال رمضان بالتوبة والإنابة إلى الله أن الرحمة قد يحال بين العبد وبينها بسبب ذنب، فمن شؤم الذنوب والمعاصي أنها تحول بين العبد وبين رحمة الله؛ وفي الحديث الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة)) أي أن الله يفتح أبواب رحمته فيرحم من يشاء بفضله ومنه وكرمه، فإذا أريت الله من نفسك التوبة والإقلاع وأنبت إلى الله سبحانه فأنت أحرى برحمة الله وأحرى بأن يلطف الله سبحانه وتعالى بك، وأن يبلّغك فوق ما ترجو وتأمل من إحسانه وبره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير