[نصيحة الحيران في مسألة القرقعان. (القرنقعوه)!]
ـ[خالد جمال]ــــــــ[17 - 09 - 07, 07:20 م]ـ
نصيحة الحيران في مسألة القرقعان
1428 هـ
بقلم
أبي عبد الرحمن القطري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله العليم الحكيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. أما بعد فهاتان) (ونقض) لمحدثة في العادات لها?كلمتان (تأسيس) بالدلائل الشرعية لمنهاج النبي (علاقة بموسم عظيم من مواسم الطاعات والعبادات وهي (ليلة القرقعان). أو ما يسمى (بالقرنقعوه). فنقول وبالله التوفيق:
1 - التأسيس:
في بيان النبي صلى الله عليه وسلم لكمال دين الإسلام:
وذلك من خلال استعراض ما في بعض الأحاديث من معان عظيمة، منها ما رواه أبو داود في سننه عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
(ما هذان اليومان)؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله عليه وسلم:
(إن الله أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) ح/ 1134. ومن هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا) وهو في الصحيحين ورد في مناسبة وهي إنكار أبي بكر عندما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ووجد عند عائشة جاريتين تغنيان فأنكر عليهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. كذلك إذن النبي صلى الله عليه وسلم: لعائشة أن تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب في (يوم عيد) وهو في البخاري. والأحاديث فيها دلالات منها:
1 - أن اليومين الجاهليين لم يقرهما النبي صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة.
2 - أن هذا الإبدال يقتضي ترك كل ما ليس له أصل أو أصله جاهلي مبدل أو منسوخ.
3 - وفيه أن هذا الحكم يقتضي ترك الجمع بين ما هو من الإسلام وبين ما ليس منه.
4 - وفيه أن العادات محكومة بعرف الشرع فما أقره الشرع فهو الذي يسوغ إقراره وإبقاؤه. وما ليس كذلك فلا يجوز إقراره فضلا عن الدفاع عن بقائه.
5 - أن ترك الصحابة لذلك اليومين دليل على قوة المؤثر وهو الإسلام ففيه أن تأثيره قوى في النفوس حتى إنهم تركوا ما نشأوا عليه بكلمة واحدة.
6 - فيه إشارة إلى أن الجاهليين لا أصول لهم معروفة كأهل الكتاب وذلك من قولهم: (كنا نلعب فيهما في الجاهلية) بخلاف أهل الكتاب فإنهم قالوا – في يوم عاشوراء: - (ذلك يوم نجى الله فيه موسى فنحن نصومه) وكلا الحالين ضلال. إذ ما تمسكوا به من الشرائع يدور بين كونه مبدلا أو منسوخاً، فلا يجوز العمل بذلك. فكل ما كان جاهلي المنشأ فإنه لا يجوز العمل به أو قبوله. فتنبه.
7 - وفيه أن الفرح واللعب والسرور في الأعياد في عادات الأمم والشعوب، وأن الشريعة بإزالة مثل هذه العادات التي لا تحقق مقاصد الشريعة ولا تكملها فجواب النبي صلى الله عليه وسلم خرج على جوابهم بأن اليومين من الأيام الجاهلية المخترعة فتأمل.
8 - وفيه أن هذا الإبدال ليس لأنهم شابهوا أهل الكتابين، وإنما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم في التشريع بأن هذين اليومين من أيام الجاهلية فهي مخترعة بالتوارث.
9 - وفيه شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حماية الديانة من الدخيل ولو كان هذا في باب العادات فإنه كان حريصاً على طمس كل ما كان أجنبياً يضر بصفاء دين الإسلام أو يؤدي إلى مزاحمة الشعائر الإسلامية.
10 - تعيين هذين اليومين يعطيهما الشرعية، شرعية الثبوت والدوام وشرعية الفرح فيهما والابتهاج والتوسع في المآكل والمشارب وغير ذلك مما هو مصاحب لهما وما سواهما فباطل وما يتبع الباطل فهو مثله.
وفيه أن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لما يرون فيه من المصلحة إذ لو اعتقدوه مفسدة لما أحدثوه وفعلوه، إذ الغالب في أمر العادات الالتفات إلى المقاصد والمعاني فإذا وجد في شيء منها معنى للتعبد فلا بد من التسليم والوقوف مع المنصوص. فإن الله تعالى قال: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) أي سنة وسبيلا وهي صريحة في أن لكل أمه منهج هم سالكوه ومتبعوه فليس لهذه الأمة التي أنعم الله عليها بالإسلام أن تتبع العادات المؤسسة على الخرافة.
¥