حين يكون الاعتكاف معصيةً لله تعالى والعياذ بالله ,فقد خسر صاحبه وخاب .. !!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:56 م]ـ
قال الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله - وهو يشرح باب الاعتكاف من متن عمدة الفقه لابن قدامة , في مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما نصه:
يقول رحمه الله [لزوم المسجد لطاعة الله]: أي من أجل طاعة الله وهذا أصل عند العلماء أن المقصود من الاعتكاف طاعة الله، لكنه في رمضان يلزم المسجد طلبا للطاعة ورجاء لليلة القدر، كما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن هنا تأكد استحباب الاعتكاف في العشر الأواخر أكثر من غيرها، وأما فيما سواها ممكن أن يعتكف لذكر الله - U - أو ينذر أن يعتكف في المسجد يوما أو يومين من أجل أن يشكر الله على نعمة أو ذهاب نقمة فلا بأس بذلك ولا حرج؛ لأن السنة في حديث عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في نذر الاعتكاف أصل في جواز الاعتكاف عموماً، وأحاديث العشر أصل في أفضل الاعتكاف وآكده.
[لطاعة الله]: من لزم المسجد لطاعة الله يلزمه لطاعة واجبة أو لطاعة مستحبة، وقد يكون اللزوم لمعصية أو لغير طاعة ومعصية، فالأقسام ثلاثة: إما أن يلزمه لطاعة الله سواء الواجبة، أو المستحبة، أو يلزمه لمعصية، أو يلزم المسجد لا طاعة ولا معصية، فإن لزم المسجد لطاعة الله الواجبة والمستحبة فلا إشكال، الواجبة، مثل: أن ينوي الاعتكاف لصلاة الجمعة، وقت صلاة الجمعة على القول بأن الاعتكاف لا حد له أقلي فيكون لزومه مشغولا بواجب وهو صلاة الجمعة ينتهي بانتهائه.
والطاعة المستحبة، مثل: اعتكاف العشر الأواخر تأسياً.
وإن لزم لمعصية - والعياذ بالله- فمثل:
من يعتكف من أجل أن يراه الناس معتكفا
أو يعتكف من أجل أن يشهد له أنه من الصالحين
أو يعتكف من أجل أن يغرر بطلاب العلم وبالأخيار أنه منهم فهذا - والعياذ بالله - من حصب جهنم؛ لأنه لا يهلك العبد مثل الرياء وهو الشرك الأصغر {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} هؤلاء - نسأل الله السلامة والعافية - المراءون يوقفهم الله يوم القيامة ويقول لهم اذهبوا فخذوا أجركم ممن عملتم له - نسأل الله السلامة والعافية -.
فمن اعتكف وفي نيته نظر الناس أو ثناء الناس أو سماع الناس أنه معتكف في مكة، أو من أجل أن جيرانه وأصحابه وقرناءه إذا جاءوا إلى منزله يسألون عنه علموا أنه في طاعة وقربة، وقصد ذلك ولم يقصد وجه الله عز وجل فإنه - والعياذ بالله - في معصية الله عز وجل.
ويكون اللزوم لا طاعةً ولا معصيةً مثل: - نسأل الله السلامة والعافية - اعتكاف الغفلة، الشخص يدخل المسجد ومعه أصحابه وأحبابه ومعه رفقة إن ذهبوا إلى الخير فمعهم على الخير، وإن ذهبوا إلى الشر فإلى شر، فيدخل المسجد وليس في نيته أن يعتكف ولكن مجاملة لزيد أو عمرو، وليس هناك نية للاعتكاف، أو يعتكف من أجل أن يروح عن نفسه، أو أنه إذا سافر مع الأصحاب والأحباب أنس بهم، ومن هنا كان أمر النية أمرا شديدا على الصالحين والأخيار، وقال سفيان - رحمه الله -: ((ما وجدت شيئا أشدّ عليّ من نيتي إنها تتقلّب عليّ))، وكان السلف الصالح - رحمهم الله - يجاهدون ويجتهدون مع أنهم في الأعمال الصالحة والقربات الفاضلة كيف يخلصون لله عز وجل، والعبد تجده يخاف خوفا شديدا من أن يُدْخَل من نيته، فلربما جاء الشخص وحدث غيره أنه معتكف فدخله الغرور باعتكافه، ولربما انصرف شيء من قلبه إلى غير الله عز وجل، فالنية مهمة جدا وهي الأساس، ومن هنا لابد من النظر إلى أن الاعتكاف لا يقصد به إلا طاعة الله جل جلاله، وأن أساسه وروحه ولبه الذي لا يمكن أن يصح إلا به إرادة وجه الله عز وجل، التوحيد والإخلاص لله سبحانه وتعالى ونفي الشرك من الرياء والدَّخَن، وطلب المدح والثناء من الناس، فما عند الناس ينفد وما عند الله باق، ولذلك ينبغي للمسلم أن يجتهد في هذا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 09 - 07, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:18 ص]ـ
بارك الله في القائل والناقل ...