13 - عدم غيبته:- والغيبة تتحقق باللفظ الصريح أو الكناية والتعريض، أو الإشارة والرمز سواء في دينه أو دنياه.
الأدب مع غير المسلم
درجات الكفار: الكفار والكافرات من بني جلدتنا أو من غيرنا، فمنهم من يعلن كفره، ومنهم غير ذلك، ومنهم حرب علي المسلمين، ومنهم مسالم، والعاقل من يتأدب معهم بأدب الإسلام. علاقة المسلم بغيره، لأن الكفار درجات، فمنهم كافر حربي، وآخر كافر مسالم. قال تعالي:" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".
التعامل مع الكفار ليس بدرجة واحدة: المطعم بن عدي من كفار قريش، حفظ له النبي صلي الله عليه وسلم الجميل الذي قام به بعد عودة النبي صلي الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة، ثم امتناع قريش من قبول دخول النبي صلي الله عليه وسلم مكة.
فهناك أحوال يكون فيها الصفح والمغفرة، وأحوال يكون فيها رد الإساءة بالإساءة. وليس بصواب أن تأخذ آية واحدة من القرآن وننزلها علي كل الأحوال، كقوله تعالي: "وأغلظ عليهم" فيكون المؤمن مع الكافر دائما في غلظة.
المفهوم عن الولاء والبراء:- فالولاء هو المحبة والمودة والقرب، والبراء هو البغض والعداوة والبعد، والولاء والبراء من أعمال القلوب، لكن تظهر مقتضياتها علي اللسان والجوارح، فالولاء للمؤمنين يكون بمحبة لإيمانهم، ونصرتهم، والنصح لهم والدعاء لهم والسلام عليهم.
والبراءة من الكفار يكون ببغضهم-دينا- ومفارقتهم، وعدم الركون إليهم، أو لإعجاب بهم.
المعاملة الواجبة مع الكفار: من أخلاق وآداب ينبغي أن يتخلق بها المسلم:-
1 - لين الجانب في الدعوة إلي الله تعالي، وحسن القول، قال تعالي:" فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشيط0طهك449ز
2 - الإهداء له، وقبول هداياه: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه ذبحت له شاة، فجعل يقول لغلامه: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه".
أما قبول النبي صلي الله عليه وسلم للهدايا فقد قبل هدية المقوقس، وقيل الشاة المصلية من اليهودية. لكن يستثنى من ذلك عدم قبوله هداياه وقت أعياده. وبالأخص اللحوم، أو الإهداء له، لأن في ذلك إقرار لباطله وشهادة زور.
3 - حق الجوار:- قال تعالي:" والحار الجنب" أي الملاصق لك في السفر أو الحضر، وسواء كان بينك وبينه قرابة أو غير ذلك.
4 - الوفاء بالعهد:- لقوله تعالي:" وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا".
5 - إنصافه والعدل معه وإسداء الخير له إن لم يكن محاربا: قال تعالي:" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (الممتحنة:8).
6 - الرحمة به إن كان جائعا، ويسقيه إن عطش، ويداويه إن مرض.
7 - عدم أذيته في ماله أو دمه أو عرضه إن كان غير محارب.
من التعامل الجائز مع غير المسلمين.
1 - البيع والشراء:- يجوز للمسلم التعامل مع الكفار في البيع والشراء بما جائز شرعا، إلا ما كان فيه البيع حراما.
2 - عيادته:- عيادة المريض من الأخلاق الكريمة، وكانت من هدي النبي صلي الله عليه وسلم.
3 و4 - أكل طعامه إن كان من أهل الكتاب وحل نكاح نسائهم:- قال تعالي:" اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا ءاتيتمو هن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان" (المائدة:5).ويشترط لحل ذبائحهم شروط:
الأول: عدم العلم أنه ذكر عليها اسم غير الله تعالي، فإن ذبحها باسم المسيح أو الغد راء لم تؤكل.
الثاني: أن تذبح بآلة تقطع الدرجين والمرين، والحلقوم وتجري الدم.
الثالث: أن يكون المذبوح جائز شرعا.
5 - دفنه:- لا بأس للمسلم أن يدفن قريبه المشرك، لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قالت للنبي صلي الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات، فمن (يواريه؟) قال: "اذهب فوار أباك، ثم لا تحدثن شيئا حتى تأتيني". قال فذهب فواريته، وجئته، فأمرني فاغتسلت، ودعا لي".
من فوائد الحديث:-
1 - أنه يشرع للمسلم أن يتولي دفن قريبه المشرك، وأن ذلك لا ينافي بغضه إياه شركه.
¥