المشبَّه: كرم النبى صلى الله عليه وسلم المشبه به: الريح المرسلة (المطلقة) وجه الشبه: الإسراع وعموم النفع.
أثر هذا التشبيه فى الدعوة إلى الله: حض المسلمين على الكرم ومعرفة عموم نفعه فى كل وقت مع تحرى الأيام الفاضلة عن طريق تشبيهه بما يحسون سرعة وعموم نفعه فى حياتهم اليومية وهو الريح الطيبة.
قال الإمام النووى رحمه الله تعالى: (وفى الحديث فوائد منها: الحث على الجود فى كل وقت، ومنها: الزيادة فى رمضان وعند الاجتماع بأهل الصلاح، وفيه زيارة الصلحاء وأهل الخير وتكرار ذلك إذا كان المزور لايكرهه، واستحباب الإكثار من القراءة فى رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار)
الحديث الرابع:
روى الإمام البخارى فى صحيحه عن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار)
المشبَّه: العودة فى الكفر المشبه به: القذف فى النار وجه الشبه: شدة العذاب.
قال الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى فى الفتح: (فإن قيل: فَلِمَ عدَّى العَوْدَ بفى -فى قوله أن يعود فى الكفر - ولم يعده بإلى؛ فالجواب: أنه ضمَّنه معنى الاستقرار، وكأنه قال: يستقر فيه، وقال الإمام العينى رحمه الله فى عمدة القارى: هذا فيه تعسف وإنما فى هنا بمعنى إلى - أى على أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض -
أثر هذا التشبيه فى الدعوة إلى الله: رسوخ معانى الإيمان فى النفوس والرهبة من التقصير فيه. وذلك عن طريق تشبيه العودة إلى الكفر بالقذف فى النار، واستخدام وسيلة النار التى هى مشاهدة للناس ومعروفة بشدة عذابها وخوف الإنسان منها. وتشبيه المؤمن السليم بالصحيح من المرض يستطيع تذوق الحلاوة بخلاف من به مرض فإنه يؤثِّر فى تذوقه. قال الإمام القسطلانى رحمه الله تعالى: (حلاوة الإيمان: استلذاذه بالطاعات عند قوة النفس بالإيمان وانشراح الصدر له، بحيث يخالط لحمه ودمه. وهل هذا الذوق محسوس أو معنوىّ؟ وعلى الثانى فهو على سبيل المجاز والاستعارة الموضحة للمؤلف على استدلاله بزيادة الإيمان ونقصه لأن فى ذلك تلميحاً إلى قضية المريض والصحيح؛ فالمريض الصفراوى يجد طعم العسل مرّاً بخلاف الصحيح، فكلما نقصت الصحة نقص ذوقه بقدر ذلك، وتسمى هذه الاستعارة تخييلية وذلك أنه شبَّه رغبة المؤمن فى الإيمان بالعسل ونحوه ثم أثبت له لازم ذلك وهى الحلاوة وأضافه إليه.
الحديث الخامس:
روى الإمام البخارى فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها وقد اسودوا فيلقون فى نهر الحيا - أو الحياة شك مالك - فينبتون كما تنبت الحبة فى جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية؟)
المشبَّه الأول:الزيادة على أصل الإيمان المشبه به: حبة الخردل وجه الشبه: عيار الوزن. قال الإمام القسطلانى: المراد بقوله حبة من خردل: التمثيل - أى التشبيه - فيكون عياراً فى المعرفة لافى الوزن حقيقة؛ لأن الإيمان ليس بجسم فيحصره الوزن والكيل، لكن مايشكل من العقول قد يُرَدُّ إلى عيار محسوس ليفهم ويشبَّه به ليعلم، والتحقيق فيه أن يجعل عمل العبد وهو عرض فى جسم على مقدار العمل عنده تعالى ثم يوزن به.
أثر هذا التشبيه فى الدعوة إلى الله: معرفة فضل الإيمان وأن له معياراً يزيد به وينقص، وذلك عن طريق تشبيهه بالزيادة والنقص فى المحسوس الذى يعرفه الناس.
المشبَّه الثانى: سلامة المؤمن من النار مع نضارته بسبب إيمانه المشبه به: نبات الحبة فى جانب السيل مع خروجها صفراء نضرة. وجه الشبه: الإسراع والحسن.
قال الإمام القسطلانى رحمه الله: (فالتشبيه من حيث الإسراع والحسن والمعنى أن من كان فى قلبه مثقال حبة من الإيمان يخرج من الماء - ماء المطر أو الحياة - نضراً متبختراً كخروج الريحانة من جانب السيل صفراء متمايلة، وحينئذ يتعين كون " أل " فى الحبة للجنس فافهم)
¥