تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالصواب: أنَّ نعيم بن هزال ليس من الصحابة؛ بل من التابعين، وأبوه صاحب القصة – الذي ورد في بعض طرق الحديث – هو الصحابي، فقد رجح ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب () وذكر ذلك عنه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 1073)، وابن حجر في الإصابة (6/ 462) – ونقل ذلك ابن حجر عن ابن السكن – ولم يتعقب واحدٌ منهم ابن عبد البر.

وبناءً عليه: فهذه الزيادة الواردة في هذا الحديث تكون مرسلة، وليست موصولة؛ وهذا هو ما رجحه ابن حزم في المحلى (11/ 126)، وقال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (4/ 535 ط. أضواء السلف): نعيم بن هزال مختلف في صحبته، فإن لم يثبت صحبته فآخر هذا الحديث مرسل.

العلة الثانية: الكلام في يزيد بن نعيم.

قال ابن حجر في التقريب (7787): مقبول. وقال في الإصابة (6/ 720): تابعيٌ مشهور.

وقال الذهبي في الكاشف (6363): وثق.

وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 548).

وقال العجلي في معرفة الثقات (2/ 367): تابعيٌ ثقة.

فهو وإن لم يُتَكَلَّم فيه؛ لكنه لا يحتمل منه مثل هذه الزيادة التي ينبني عليها أحكامٌ كثيرة؛ وقد خالف بها من روى هذه القصة.

العلة الثالثة: الكلام في هشام بن سعد:

وأشار إلى هذه العلة ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (4/ 334) حيث قال: من رواية هشام بن سعد، يُضعف.

وهشام بن سعد وإن تكلم فيه بعض الحفاظ، إلا أنه لم يتفرد؛ بل تابعه زيد بن أسلم.

وأما حديث نصر بن دهر الأسلمي:

فأخرجه الإمام أحمد في مسنده (15593)، والدارمي (2318)، والنسائي في الكبرى (7207، 7208) من طرق عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي، عن أبيه به.

قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا الإسناد خير من الذي قبله. قلت: والذي قبله هو الآتي.

وقد روى هذا الحديث ابن أبي شيبة في المصنف (28781) – ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1396 وَ 2381) –، والنسائي في سننه الكبرى (7206) من طريق أبي خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق قال: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي عثمان بن نصر الأسلمي، عن أبيه قال: كنت فيمن رجم ماعزاً، فلما غشيته الحجارة قال: ردوني إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأنكرنا ذلك، فأتيت عاصم بن عمر بن قتادة فذكرت ذلك له. فقال لي الحسن بن محمد: لقد بلغني ذلك فأنكرته، فأتيت جابر بن عبد الله فقلت له: لقد ذكر الناس شيئاً من قول ماعز فردوني فأنكرته! فقال: أنا كنت فيمن رجمه، إنه لما وجد مس الحجارة قال: ردوني إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن قومي غروني. قالوا: اِيْتِ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنه غير قاتلك فما أقلعنا عنه حتى قتلناه. فلما ذكرنا ذلك له. قال: " ألا تركتموه حتى أنظر في شأنه ".

وهذا من أخطاء أبي خالد الأحمر، وهو كما قال ابن عدي في الكامل (3/ 282): له أحاديث صالحة ما أعلم له غير ما ذكرت مما فيه كلام ويحتاج فيه إلى بيان، وإنما أُتِيَ هذا من سوء حفظه فيغلط ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق وليس بحجة.

فلهذا قال النسائي في سننه الكبرى (7207): هذا الإسناد خيرٌ من الذي قبله – والذي قبله هو هذا الإسناد –.

وقال المزي في تهذيب الكمال (34/ 383) عن هذه الرواية: وهو وهم.

ومحمد بن إسحاق – وإن كان صدوقاً – إلا أنَّ له غرائب ومناكير؛ ولعل هذا منها، ويدل على ذلك أنَّ ابن عدي ذكر ما يستنكر من رواية أبي خالد الأحمر ولم يذكر هذا؛ بل قال: ما أعلم له غير ما ذكرت مما فيه كلام ويحتاج فيه إلى بيان. فلعل الوهم الذي في إسناد أبي خالد الأحمر إنما هو من محمد بن إسحاق؛ وإذا ثبت هذا ازددنا يقيناً بعدم إتقان محمد بن إسحاق لهذا الحديث.

وسيأتي في حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أنَّ محمد بن إسحاق رواه من وجهٍ آخر.

وأبو الهيثم هذا:

قال في الكاشف (6885): أبو الهيثم بن نصر، عن أبيه مجهولان! وعنه محمد بن إبراهيم التيمي.

وقال عنه ابن حجر في التقريب (8430): مقبول.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير