قال البيهقي هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلا بن الحارث أخذه من مكحول والله أعلم
قلت وأقره المنذري في الترغيب
وفي شعب الإيمان أيضا ج: 3 ص: 381
عن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز وجل لأهل الأرض إلا المشرك والمشاحن
قال البيهيق هذا مرسل جيد وروي من وجه آخر عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي ص وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد كما
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ج: 3 ص: 365
اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنه ...
وساق عدة أحاديث
ثم قال:
فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم
قلت وكل ما سبق من الأحاديث المنقطعة حجة بمفردها في الفضائل فكيف وفيها ما صححه جمع من العلماء بل وبمجموعها وينضاف عليها عدة أحاديث أخرى كحديث أبي بكر الصديق ورجاله ثقات إلا واحد لم يعرف بجرح أو تعديل
وحديث أبي هريرة ورجاله ثقات إلا واحد لم يعرف
وكذا حديث عوف بن مالك وأبي ثعلبة وفي إسنادهما ضعف
وللمزيد أنظر مجمع الزوائد ج: 8 ص: 65 والترغيب والترهيب ج: 2 ص: 73
وأثناء البحث وقعت على ما يلي
نقل الذهبي عن ابن الحافظ ابن عساكر أنه رحمه الله كان مواظبا على الجماعة والتلاوة يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية وكان كثير النوافل والأذكار ويحيى ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب
تذكرة الحفاظ ج: 4 ص: 1331
وفي ذلك تقوية للحديث بعمل هذا المحدث الإمام.
وفي أخبار مكة ج: 3 ص: 84 للفاكهي المتوفى سنة 275 هـ
ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها
وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد فصلوا وطافوا وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام حتى يختموا القرآن كله ويصلوا ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة ب الحمد و قل هو الله أحد عشر مرات وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة فشربوه واغتسلوا به عندهم للمرضى يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة ويرى فيه أحاديث كثيرة
ثم ساق عدة أحاديث
والله أعلم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 06:34 م]ـ
فائدة
روى البزار حديث أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه
ثم قال وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه وعبدالملك بن عبدالملك ليس بمعروف وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرنا لذلك
مسند البزار ج: 1 ص: 207
ولم يتبين لي قوله (فجلالة أبي بكر تحسنه)
وهل هو تحسين منه للحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 09 - 03, 06:37 ص]ـ
من ناحية صحة الحديث فطرقه لاتصلح للتقوي لشدة ضعفها
وقد قال العقيلي في الضعفاء (3/ 29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها ان شاء الله) انتهى.
ويقول الدارقطني في العلل (6/ 50) (والحديث غير ثابت)
فمن يقول إنها تتقوى بالطرق فكلامه غير صحيح
فالتقوي بالطرق له شروط منها ألا تكون الطرق شديدة الضعف كحال حديثنا هذا
قال الشيخ حاتم الشريف حفظه الله
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)، وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
وأما من نقل عن عمل أهل مكة بهذا فلا يصح كذلك الاستدلال به ففعلهم ليس بدليل شرعي يحتج به فهو يحتمل الصواب والخطا فإيراد هذا الكلام ليس له حاجة
وأما من ناحية المقصود بالمشرك في الحديث
فالمشاحن هو المبتدع (كما في النهاية عن الأوزاعي)
واللفظ في الحديث) ((يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).
فقوله في الحديث خلقه يشمل الناس كلهم المسلم والمشرك
فاستثنى منهم المشرك وهذا ظاهر في أن المقصود به المشرك الشرك الأكبر، لأنه استثنى من خلقه ولم يستثن من المسلمين، فلو استثنى من المسلمين لكان يحتمل أنه الشرك الأصغر، وعلى القول بحمل المشترك على معانيه فيحتمل الجمع بين الشركين الأصغر والأكبر، ولكن هنا قرينة تدل على أنه الأكبر وهي ذكر الخلق.
وعلى كل حال فالحديث لا يصح ولا يتقوى بالطرق، والله أعلم.
¥