ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 11 - 05, 10:47 ص]ـ
رواه بكر بن خنيس عن: عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قيل: يا رسول الله! من أحب الناس إلى الله؟
قال: " أنفعهم للناس، وإن أحب الأعمال إلى الله: سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباًً، أو تقضى عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشى مع أخى المسلم في حاجة أحب إلى من أن أن أعتكف شهرين في مسجد، ومن كف غضبه؛ ستر الله عورته، ومن كظم غيظه -ولو شاء أن يمضيه أمضاه-؛ ملأ الله قلبه رضاً، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له؛ ثبّت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ".
واختلف عليه:
فرواه عنه هكذا: محمد بن يزيد.
أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحائج (58/ 36).
وخالفه إبراهيم بن عبدالحميد الجرشي، فرواه: عنه، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، مرفوعاً.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 292 - 293).
والعهدة على بكر بن خنيس فهو ضعيف؛ قال ابن عدي: " هو ممن يكتب حديثه، وهو يحدث بأحاديث مناكير عن قوم لا بأس بهم، وهو في نفسه رجل صالح إلا أن الصالحين يشبه عليهم الحديث، وربما حدثوا بالتوهم، وحديثه في جملة حديث الضعفاء، وليس هو ممن يحتج بحديثه " (الكامل 2/ 25).
وقال الترمذي: " تكلم فيه بن المبارك، وتركه في آخر أمره " (الجامع 5/ 176).
وقال عمرو بن علي الفلاس: " ضعيف " (أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 384، والعقيلي في الضعفاء 1/ 167، وابن عدي في الكامل 2/ 25).
وقال ابن أبي حاتم: " سمعت أبى وسئل عن بكر بن خنيس؟ فقال: كان رجلاً صالحاً غزاء، وليس هو بقوي في الحديث، قلت: هو متروك الحديث؟ قال: لا يبلغ به الترك " (الجرح والتعديل 2/ 384).
وقال النسائي: " ضعيف " (الضعفاء والمتروكين ص24).
وقال ابن أبي شيبة: " ضعيف الحديث، وهو موصوف بالرواية والزهد " (نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/ 303).
وقال البزار: " ليس بالقوي " (نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/ 303).
وقال الدارقطني: " ضعيف " (السنن 2/ 121).
وقال مرة أخرى: " متروك " (سؤالات البرقاني ص19)!
وأما أبو زرعة فقال: " ذاهب " (سؤالات البرذعي ص449)!
وقال أبو داود: " ليس بشيء " (نقله المزي في تهذيب الكمال 4/ 210)!
فالأقرب عندي أنه ضعيف، وأما قول ابن حجر: " صدوق له أغلاط "!! فمما يتعجب منه.
ولعله أخذه من قول ابن أبي مريم: سألت يحيى بن معين عن بكر بن خنيس؟ فقال: " شيخ صالح لا بأس به، إلا أنه كان يروي عن ضعفاء، ويكثر من حديث الرقاق " (أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 25).
ولكن هذا لا يدل على أنه صدوق؛ فإن ابن معين نفسه قد ضعفه في أكثر الروايات عنه، فقد قال الدوري: قال ابن معين: " ليس بشيء " (التاريخ رواية الدوري 3/ 279).
وقال: أحمد بن زهير: سُئل يحيى بن معين عن بكر بن خنيس؟ فقال: " لا شيء " (أخرجه ابن حبان في المجروحين 1/ 195).
وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: قال يحيى بن معين: " بكر بن خنيس كوفي ضعيف الحديث " (أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 25).
- وقد تابعه على الوجه الأول: سكين بن سراج.
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه (122/ 94)، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 453 / 13646)، والمعجم الأوسط (6/ 139 - 140/ 6026)، والمعجم الصغير (2/ 106 / 861 - الروض الداني)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 17) من طريق: عبد الرحمن بن قيس الضبي.
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا سكين بن سراج، تفرد به عبد الرحمن بن قيس ".
وقال الهيثمي: " فيه سكين بن سراج، وهو ضعيف " (مجمع الزوائد 8/ 191).
قلت: بل متروك؛ قال البخاري: " منكر الحديث " (نقله ابن حجر في لسان الميزان 4/ 59).
وقال الأزدي: " منكر الحديث " (نقله ابن حجر في لسان الميزان 4/ 59).
وقال أبو نعيم الأصبهاني: " روى عن عبد الله بن دينار بمناكير وموضوعات " (الضعفاء ص90).
وقد خالف سكين: عبد الصمد بن سليمان الأزرق، فرواه عن: عبد الله بن دينار، عن ميمون بن مهران، مرسلاً.
¥