" و في إسناده لين ".
قلت: لكن يقويه أن له طرقا أخرى عن أبي هريرة و أبي سعيد و غيرهما من الصحابة
. أما حديث أبي هريرة فيرويه عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدثني إدريس بن يزيد
الأودي عن أبيه عنه. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1105) و قال: " لم يروه
عن إدريس إلا عكرمة ".
قلت: و هو ضعيف. و أما حديث أبي سعيد فيرويه حفص بن راشد أخبرنا فضيل بن
مرزوق عن عطية عنه. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (8599) و قال: " لم يروه
عن فضيل إلا حفص بن راشد ".
قلت: ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2 / 172 - 173) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
. و أما غيرهما من الصحابة , فروى الطبراني في " الأوسط " (2302 و 7025) من
طريقين عن عميرة بن سعد قال: " سمعت عليا ينشد الناس: من سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: (فذكره) , فقام ثلاث عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: فذكره. و عميرة موثق. ثم روى الطبراني فيه (5301) عن عبد
الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر قال: سمعت عليا ...
الحديث إلا أنه قال: " ... اثنا عشر ". و قال: " لم يروه عن الأجلح إلا ابنه
عبد الله ".
قلت: و هو ثقة , و قد رواه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو
ابن ذي مر و زيد بن أرقم قالا: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير
(خم) فقال: فذكره , و زاد: " ... و انصر من نصره و أعن من أعانه ". أخرجه
الطبراني في " الكبير " (5059). و حبيب هذا ضعيف كما قال الهيثمي (9/ 108
). و أخرج عبد الله بن أحمد في " زوائده على المسند " (1/ 118) عن سعيد بن
وهب و زيد بن يثيع قالا: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول يوم غدير (خم) إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبل زيد
ستة , فشهدوا ... الحديث. و قد مضى في الحديث الرابع - الطريق الثانية
و الثالثة. و إسناده حسن , و أخرجه البزار بنحوه و أتم منه. و للحديث طرق
أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في " المجمع " (9/ 103 - 108) و قد
ذكرت و خرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على
أسانيدها بصحة الحديث يقينا , و إلا فهي كثيرة جدا , و قد استوعبها ابن عقدة في
كتاب مفرد , قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح و منها حسان. و جملة القول أن
حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه , بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم
كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه , و ما ذكرت منها كفاية. و أما قوله في
الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه: " و انصر من نصره و اخذل من خذله "
. ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه , و كأنه رواية بالمعنى للشطر
الآخر من الحديث: " اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه ". و مثله قول عمر لعلي
: " أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة ". لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به
كما تقدم. إذا عرفت هذا , فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث و بيان
صحته أنني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية , قد ضعف الشطر الأول من الحديث , و أما
الشطر الآخر , فزعم أنه كذب ! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه
في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها و يدقق النظر فيها. و الله المستعان.
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث و غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
علي رضي الله عنه: " إنه خليفتي من بعدي ". فلا يصح بوجه من الوجوه , بل هو
من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها لأنه لو فرض أن النبي
صلى الله عليه وسلم قاله , لوقع كما قال لأنه (وحي يوحى) و الله سبحانه لا
يخلف وعده , و قد خرجت بعض أحاديثهم في ذلك في الكتاب الآخر: " الضعيفة "
(4923 و 4932) في جملة أحاديث لهم احتج بها عبد الحسين في " المراجعات " بينت
وهاءها و بطلانها , و كذبه هو في بعضها , و تقوله على أئمة السنة فيها.
[1] انظر " مجموع الفتاوى " (4/ 417 - 418). اهـ.
ـ[خالد العمري]ــــــــ[01 - 09 - 04, 06:54 م]ـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13551
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:20 م]ـ
هل حديث كتاب الله وسنتي صحيح؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 04 - 05, 09:28 م]ـ
لا
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 04 - 05, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
وانا بانتظارك تعليقك وتعلق الاخوة الكرام في موضوعك حول رواية أسلم مولى عمر عن قصة التهديد بتحريق الدار