[فضل ليلة النصف من شعبان]
ـ[أبو بسمة النجدي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 05:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة الكرام من وقف على بحث حول حديث ((يطلع الله عز وجل إلى خلقة ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده الا لاثنين مشاحن وقاتل نفس)).
ولا سيما من قال بتضعيف الحديث، وهل الضعف بسبب إسناده أو بسبب متنه، وفقكم الله
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[03 - 10 - 04, 08:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذه بعض النقول من أهل العلم:
منقول من مقال للأخ أبو زيد أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي:
عن أبي موسى الأشعري (عن رسول الله - (- قال: ((إنَّ الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن)).
تخريجه: روي عنه من طريقين:
الطريق الأول: رواه ابن ماجه (1/ 445رقم1390) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561رقم922)
من طريق الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري (به الطريق الثاني: رواه ابن ماجه (1/ 445رقم1390)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 355رقم522)، والدارقطني في كتاب النُزول (ص/173رقم94)،
والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 382رقم3843)، وفي فضائل الأوقات (ص/132 - 133رقم29)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 326،327)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561رقم923)،
وابن الدبيثي في جزئه (ص/125 - 126رقم7)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 447رقم763)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 326) والمزي في تهذيب الكمال (9/ 308)
من طريق ابن لهيعة عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال سمعت أبا موسى (قال: قال رسول الله - (-: ((إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان فيغفر لخلقه كلهم أجمعين إلا لمشرك أو مشاحن)).
ورواه عن ابن لهيعة: أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، ومروان بن محمد، وسعيد بن عفير، وعبيد بن أبي قرة.
الحكم عليه:
أما الطريق الأول: فإسناده واهٍ فيه آفتان:
الآفة الأولى: عبد الله بن لهيعة ورواية الوليد بن مسلم عنه ليست من جيد حديثه.
وقد اضطرب فيه فرواه الوليد بن مسلم عنه عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عرزب عن أبي موسى ولم يذكر والد الضحاك.
ورواه عنه جماعة منهم النضر بن عبد الجبار وروايته عن ابن لهيعة من جيد حديث ابن لهيعة فرواه عنه عن الزبير بن سليم عن الضحاك عن أبيه عن أبي موسى وهذه الطريق هي الصواب مع وهائها كما سيأتي.
الآفة الثانية: الضحاك بن أيمن: لا يعرف كما قال الحافظ العراقي –كما في فيض القدير (2/ 263) -، فهو مجهول كما في التقريب.
الآفة الثالثة: الضحاك لم يسمع من أبي موسى كما قال أبو حاتم. [رَ: الجرح والتعديل (4/ 459)]
وأما الطريق الثاني: فيه آفتان:
الآفة الأولى: الزبير بن سليم: قال الحافظ الذهبي: لا يعرف، وقال الحافظ ابن حجر: مجهول كما في التقريب.
الآفة الثانية: عبد الرحمن بن عرزب والد الضحاك: مجهول كما في التقريب.
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 562): هذا حديث لا يصح، وابن لهيعة ذاهب الحديث.
يقول أبو عمر العتيبي: كلام ابن الجوزي فيه نظر فهناك من هو أولى بأن تعصب الجناية به كما سبق بيانه.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 10): [إسناد حديث أبي موسى ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وتدليس الوليد بن مسلم .. ]
ولم ينبه البوصيري على جهالة الضحاك بن أيمن والانقطاع في الإسناد كما فعل ابن الجوزي.
تنبيه: وقع للشيخ الألباني في كلامه على حديث أبي موسى أوهام عديدة، حيث قال -رحمه الله- في الصحيحة (3/ 136): [وأما حديث أبي موسى، فيرويه ابن لهيعة أيضاً عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت أبا موسى عن النبي (نحوه.
أخرجه ابن ماجه (1390) وابن أبي عاصم واللالكائي.
قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وعبد الرحمن وهو ابن عرزب والد الضحاك مجهول. وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة].
فحديث أبي موسى (روي من طريقين كما بينته هما في الحقيقة من الاختلاف على ابن لهيعة.
¥