تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحاديث انتفاخ الأهلة آخر الزمان في الميزان]

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 01 - 05, 02:57 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد حصل في هذا دخول شهر ذي الحجة هذا لغط، إذ كان الغيم كثيفا ليلة الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة (حسب التقويم)، وأُعلن يوم الأربعاء أن شهر ذا القعدة تام، وكثر كلام الناس أن الهلال رؤي ليلة الأربعاء كبيرا واضحا، مما يدل أنه ابن يومين، وجادلهم بعضُهم بأحاديث مروية في انتفاخ الأهلة آخر الزمان، ثم أُعلن في يوم الجمعة رسميا ثبوت رؤية الهلال شرعاً ليلة الثلاثاء والرجوع عن الإعلان الأول، فطلب مني أحد مشايخي الفضلاء البحث عن حكم هذه الأحاديث، فأقول مستعينا بالله تعالى:

رُوي ذلك مرفوعا من حديث أبي هريرة، وأنس، وابن مسعود، وطلحة بن أبي حدرد، ومن مرسل الشعبي، والحسن، وموقوفا على أبي سعيد الخدري، وأبي الوداك.

حديث أبي هريرة:

قال الطبراني في الأوسط (7/ 65 رقم 6864) وفي مسند الشاميين (4/ 297): حدثنا محمد بن عبدالرحمن الأزرق الأنطاكي، ثنا أبي، ثنا مبشر بن إسماعيل، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة، حتى يُرى الهلال لليلته، فيُقال: هو لليلتين".

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا شعيب، تفرد به مبشر بن إسماعيل.

قلت: هكذا وقع في المعجم الأوسط، وجاء في المعجم الصغير للطبراني (2/ 41 - 42 عبدالرحمن عثمان، رقم 877 الروض الداني) عن الشيخ نفسه، ولكن وقع بدل "أبي الزناد عن الأعرج": "العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه"! وقال الطبراني: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مبشر.

قلت: مبشر ثقة، لكن يظهر أن الذي تفرد بهما هو شيخ الطبراني، ولم أجد له ترجمة، وما رأيتُ سوى الطبراني روى عنه، وأورد عنه في الأوسط أربعة أحاديث تفرد بأسانيدها كلها رغم تأخر طبقته، وكلها من طريق المشاهير والحفاظ، فكأنه اختلقها.

وأبوه نص الهيثمي أنه لم يجد له ترجمة (مجمع الزوائد 3/ 146)، وتفرد مَن في حالهما وطبقتهما بهذا السند أو ذاك إلى أبي هريرة -وهما نسختان شهيرتان اعتنى بهما الحفاظ- كافٍ في الحكم على سند الحديث بالبُطلان، وأنه لا أصل له من حديث أبي هريرة فمَن دونه، والله أعلم.

حديث أنس:

قال الطبراني في المعجم الصغير (2/ 129) والأوسط (9/ 147 رقم 9376) –ومن طريقه الضياء في المختارة (6/ 305 - 306) -: حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي، نا عبدالكبير بن المعافى بن عمران، نا شَريك، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، عن أنس بن مالك -رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قُبلاً، فيُقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة".

وقال في الصغير: لم يروه عن الشعبي إلا العباس بن ذريح، ولا عنه إلا شريك، تفرد به عبدالكبير.

ورواه الدارقطني في الأفراد (1/ 129 أطرافه) والضياء (6/ 305) من طريق عبدالكبير به، وقال الدارقطني: غريب من حديث الشعبي عنه، تفرد به العباس بن ذريح عنه، وتفرد به شريك عن العباس، وتفرد به عبدالكبير بن [المعافى بن] عمران عن شريك.

ونقله القرطبي عنه بمعناه وزاد: وغيره يرويه عن الشعبي مرسلا، والله أعلم. (التفسير 12/ 278)، وكذلك نقل الضياء.

قلت: هذا شاذ مرفوعا، عبدالكبير وإن كان ثقة إلا أنه قد خولف في رفعه كما قال الدارقطني:

فقال ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 166): نا وكيع، عن شريك، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلا، فيُقال: ابن ليلتين".

وقال أبوالقاسم البغوي في الجعديات (2/ 883 رقم 2489): حدثنا علي بن الجعد، أنا شريك به.

وتوبع على إرساله فيما رواه الداني في الفتن (4/ 791 و793 رقم 396 و399) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن الشعبي مرسلا، ولفظه: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلالُ ابنَ ليلةٍ كأنه ابنُ ليلتين".

فالصحيح أنه من مرسل الشعبي.

تنبيه: أعل المرفوعَ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 325) وغيرُه بضعف شيخ الطبراني، لكنه متابَع.

حديث ابن مسعود:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير